تبدأ أوروبا حملة التطعيم الجماعية الأكبر منذ عقود اليوم، فيما يشتد سباق العالم مع فيروس كورونا المستجد بسلالاته الجديدة المتحورة التي زادت تمدده بسرعات فائقة، كاسرا حاجز الـ 80 مليون إصابة والمليون و750 ألف وفاة، بحسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز الأميركية.
واستعدادا لإطلاق عملية التلقيح تسلمت دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 أمس أولى جرعات لقاح ضد «كوفيد-19»، في وقت أجبر العديد منها على فرض تدابير إغلاق جديدة جراء انتشار السلالة الجديدة من بريطانيا الى معظم جاراتها الأوروبيات.
وتعززت الآمال بتخفيف وطأة كوفيد في العام 2021 والحد من آثار السلالات الجديدة، مع وصول الجرعات الأولى من لقاح «فايزر- بيونتيك» إلى إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، وهي أكثر الدول الأوروبية تضررا بالوباء أمس، وكذلك هولندا والتشيك وباقي الدول وهي جاهزة للتوزيع على مرافق رعاية المسنين وطواقم العاملين الصحيين.
وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو فيما حض الإيطاليين على تلقي اللقاح «سنستعيد حريتنا وسنكون قادرين على أن نتعانق مرة أخرى».
لكن المجر سبقت الدول الأوروبية وبدأت منذ أمس تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية باللقاح. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (إم.تي.آي) أن المجر تسلمت الشحنة الأولى من لقاحات فيروس كورونا صباح أمس، وأن هذه الدفعة تكفي لتطعيم 4875 شخصا.
وتم شحن اللقاحات إلى بودابست برفقة الشرطة. وبدأت المجر التطعيمات للعاملين في مجال الرعاية الصحية طبقا لخطة وضعت في وقت سابق».
وتم تسجيل أكثر من 25 مليون إصابة في أوروبا وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس أمس الأول، وقد تجاوزت المملكة المتحدة 70 ألف وفاة وتواجه البلاد ارتفاعا متزايدا في عدد الإصابات بالسلالة الجديدة.
وفرضت تدابير العزل على 6 ملايين شخص في جنوب البلاد وشرقها اعتبارا من أمس ليصبح مجموع السكان الخاضعين لهذه التدابير التقييدية، 24 مليونا على مستوى البلاد.
وأعادت دول خففت بعض القيود خلال عيد الميلاد، فرضها من جديد. ودخلت تدابير إغلاق جديدة حيز التنفيذ في سكوتلندا وأيرلندا الشمالية أمس، بينما أعادت ويلز كذلك فرض القيود بعدما خففتها خلال عيد الميلاد.
كذلك، فرضت النمسا تدابير إغلاق على مستوى البلاد اعتبارا من أمس للمرة الثالثة منذ بدء تفشي الفيروس، مع إغلاق كل المتاجر غير الأساسية، إلا أن محطات التزلج بقيت مفتوحة.
وبالتزامن مع وصول اللقاحات، اكتشفت أول إصابة في فرنسا بسلالة فيروس كورونا المتحورة لدى فرنسي مقيم في بريطانيا وصل من لندن في 19 ديسمبر، بحسب وزارة الصحة الفرنسية.
وفي إسبانيا، تم تأكيد 4 إصابات بالسلالة الجديدة في مدريد أمس أيضا، وقال المسؤول الثاني في سلطات المنطقة الصحية أنتونيو زاباتيرو للصحافيين إن «المرضى ليسوا في حالة صحية حرجة. نعلم أن هذه السلالة معدية أكثر، لكنها لا تتسبب بأعراض أكثر خطورة… لا داعي للهلع».
وانحسرت الاختناقات المرورية التي شكلتها طوابير الشاحنات في جنوب إنجلترا أمس، بعدما رفعت فرنسا حظر الدخول لمدة 48 ساعة للسائقين الذين خضعوا لاختبار فيروس كورونا وأتت نتائجها سلبية، وأبقت ميناء كاليه مفتوحا يوم عيد الميلاد.
وفي أنحاء العالم، دعي السكان لاحترام إرشادات التباعد الاجتماعي بينما حضت منظمة الصحة العالمية على عدم «إضاعة» ما وصفتها بـ «التضحيات المؤلمة» التي تم تقديمها لإنقاذ حياة الناس.
وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن «اللقاحات توفر مخرجا للعالم من هذه المأساة. لكن تطعيم العالم بأسره سيستغرق وقتا».
أما في آسيا، فقد سجلت العاصمة اليابانية طوكيو زيادة قياسية في حالات الإصابة أمس مع تفاقم العدوى التي باتت تشمل السلالة الجديدة سريعة الانتشار. وحثت الحكومة المواطنين على البقاء في منازلهم.
وارتفع عدد الإصابات اليومية بطوكيو وسجل 949 حالة مع اقتراب عطلة رأس السنة التي عادة ما تشهد توافد سكان العاصمة على الأقاليم.
وسجلت اليابان أمس الأول إصابات بالسلالة الجديدة من الفيروس بين مسافرين قادمين من بريطانيا.
وفي روسيا، تجاوز إجمالي عدد حالات كورونا 3 ملايين في روسيا أمس بعد تسجيل 29258 إصابة جديدة خلال 24 ساعة و567 وفاة.
وبهذا يرتفع العدد الإجمالي إلى 3 ملايين و21964 منذ بدء الجائحة، وفقا للأرقام الرسمية.
