المعارضة التي تتقلص يوما بعد آخر، وستتقلص أيضا عند انكشاف بقية أوراق بعض المنتسبين إليها اليوم في أول استجواب قادم أو عند التصويت على أي من القوانين الشعبية أو القوانين الحكومية، وأجزم أنه لن يتبقى سوى 15 عضوا فقط من عموم الكتلة التي كانت تتجاوز الـ 40 عضوا.
***
ليس أمام المعارضة اليوم من أوراق سياسية لتلعبها سوى التقدم باستجواب، وإذا ما أرادت المعارضة أو ما تبقى منها أن تجيد اللعبة السياسية فعليها الا تقفز مباشرة إلى استجواب رئيس الحكومة بل تبدأ استجوابها السياسي الأول ضد أحد الوزراء، وطبعا يفضل أن يقع اختيار المعارضة لوزير يأخذ الهجوم عليه طابعا شعبيا، كما ذكرت الاستجواب سياسي ويجب أن يكون كذلك، وذلك سيكسب المعارضة زيادة في رصيدها الشعبي كما أن الضغط الشعبي الذي سيتكون بعد إعلان الاستجواب وأثنائه سيصب في صالح المعارضة سواء نجح أو لم ينجح.
وهذا مجرد اقتراح إذا ما أرادت المعارضة أن تستعيد شيئا من شعبيتها التي فقدتها خلال الأسبوعين الماضيين، وأعتقد أن هذا ما يجب أن تفعله من أجل أن تستعيد ثقة الشارع بعد أن فقدتها تماما.
***
استجواب حتى ولو من محور واحد يمكن أن يحرج الحكومة ويكشف الموالين لها ممن يدعون وصلاً بالمعارضة، والمهم هو انه سيكشف الحجم العددي للمعارضة، ويحدد شكل المجلس وتوجهاته.
***
الأهم أنه يمكن استجواب رئيس الحكومة بسبب برنامج عمل الحكومة الذي كشفته وانفردت بنشره «الأنباء» أول من أمس، ويمكن إعلان الاستجواب فور إيداع الحكومة لبرنامجها بشكل رسمي، ولكن البدء بوزير كهدف للاستجواب الأول للمعارضة افضل من القفز باتجاه رئيس الحكومة، كما سبق وذكرت سيحرج الحكومة وسيكشف خارطة المواقف النيابية ومعها ستعرف المعارضة من معها ومن ضدها.
الاستجواب بطبيعة الحال سيحصل على ورقة طلب طرح ثقة بسهولة، ولكن وفي ظل وجود سيطرة حكومية لن يصل إلى حد طرح الثقة بالوزير المستجوب.
***
ولكي ينجح الاستجواب عليه أن يأخذ طابعا شعبيا، وان تروج المعارضة له إعلاميا كما لو أنه أهم وآخر معركة، الأفضل أن يتقدم بالاستجواب أحد النواب الشرسين في المعارضة حتى يأخذ عمقا شعبيا أكثر.
عامة، ليس أمام المعارضة من ورقة سياسية لتلعبها سوى ورقة الاستجواب وإلا فإنها ستكون مجرد معارضة صوتية لا تسمن ولا تغني من ديموقراطية.
***
أنا هنا لا أحرّض المعارضة – لا سمح الله – ولكنني اذكر فقط الطريق السياسي الوحيد المتاح لها لتستعيد شيئا من خسائرها التي مُنيت بها بعد معركتيّ الرئاسة واللجان، فالاستجواب على الأقل سيقطع الشك بيقين، مَنْ مع المعارضة ومَنْ ليس معها.
***
توضيح الواضح: استجوبوه.
