كثير من التداعيات السلبية التي بدأت تظهر وبشكل كبير في معظم جوانب الحياة بسبب جائحة «كورونا» وما رافقها من ظروف استثنائية وإجراءات احترازية وقوانين بعضها كان فعالا وإيجابا، وكثير منها كان سلبيا وعشوائيا ومن غير أي دراسة جدية سواء من حيث النتائج أو التبعات المترتبة عليه، ولعل منها نقص الأيدي العاملة في بعض المجالات كالخدم والسائقين بالنسبة للأسرة الكويتية التي باتت تظهر معاناتها بشكل جدي، خصوصا أن هناك كبار السن الذين لا يمكن أن يستغنوا عن الخادمة أو السائق لتلبية احتياجاتهم، كذلك فئة الشباب المتزوجين حديثا وممن رزقهم الله بطفل فأصبحت الحاجة إلى الخادمة أمرا ضروريا، خصوصا أن الزوجين في العمل، وهناك عوائل لا تحبذ بقاء الأحفاد معهم لظروف معينة، فانتشرت ظاهرة العاملة بالأجر بالساعة وبأسعار خيالية، كما أن مكاتب استقدام العمالة أيضا تشكو من مشاكل منع الاستقدام، وفي كل ذلك عناء للأسرة الكويتية، لا سيما أن هناك حديثا أيضا عن العودة للمدارس بإذن الله تعالى، كما أن شهر رمضان المبارك يصادف في أبريل المقبل، وبحسبة زمنية بسيطة لن يكون بالإمكان إيجاد الحلول الناجعة لهذه المعضلة من دون تدخل حكومي جاد بعيدا عن المزايدات والتكسب على حساب المواطنين ومصلحتهم.
من المشاكل الأخرى أيضا ارتفاع أسعار بعض السلع والخدمات بسبب نقص الأيدي العاملة التي كانت تقوم بها، كالعاملين في المزارع وتربية الماشية، وكذلك عمال البناء والتشطيب الذين كانوا يقدمون أفضل الأعمال وبأسعار مقبولة، أما اليوم فنكاد لا نجد فنيا أو عاملا متخصصا إلا ويطلب أكثر بكثير مما يستحق، وكل ذلك بسبب ندرة وقلة وجود هذه الفئة من العمالة، فهل تعديل التركيبة السكانية يكون بهذه الطريقة؟!
كذلك أصبحت العملية التعليمية والتي تمس جميع الأسر بأفرادها كبيرا وصغيرا من القضايا الصعبة بما رافقها من قرارات متباينة، وأصبح تعليم الأبناء يشكل عبئا كبيرا على أولياء الأمور الذين يجب عليهم أن يتحولوا إلى معلمين لكل المواد ولجميع المراحل الدراسية، فتخيلوا حال من لديه أبناء في الابتدائي والمتوسط والثانوي، وكم من الوقت يلزمه ليتابع أبناءه ودروسهم، بعيدا عن بقية التزاماته من دوام وتسوق وغير ذلك، فكيف نتجاوز هذه الظروف الاستثنائية؟ وما هو الأفق المأمول؟
الأيام كفيلة بالإجابة، ونتمنى من مسؤولينا العون واتخاذ القرارات الصحيحة بعيدا عن التجريب فينا، والله ولي التوفيق.
