الهامة التي غابت،،،، بقلم / سهير ماجد بورسلي
نعزي انفسنا ونعزي الكويت بفقد الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، فقد وحد الشعب الكويتي حينما دعا الله أن يشفيه بعد ما عاناه في أيامه الاخيرة، وكذلك وحدهم بالحزن عليه حين وفاته، ومما زاد مرارة الحدث ان فقد والده الشيخ صباح رحمه الله لم يمض عليه طويلا، فقد فقدنا هامتين ورمزين من رموز الكويت.. تقلد الشيخ ناصر مناصب كثيرة وادار وزارات عدة، منها الديوان الأميري ووزارة الدفاع، وترأس المجلس الأعلى للتخطيط وإدارة عجلة التنمية الاقتصادية بتوقيع عقد مدينة الحرير، التي أتمنى أن ترى النور تطبيقا على أرض الواقع وتحقيقا لحلمه وحلم والده رحمهما الله. كان حريصا على احقاق الحق ومحاربة الفساد وحماية المال العام، اذ اسس جمعية حماية المال العام، وكان يخطو خطوات عملية لمحاربة الفساد، فقد كشف ملفات الفساد في وزارة الدفاع وحوّلها إلى النيابة، مثبتا بذلك ان مواجهة الفساد من الداخل الحكومي من الداخل ممكنة، بل وأشد وطأة على الفاسدين من مجرد التلويح بأوراق او كتابة التغريدات أو الحديث عنه بديوان. يجب علينا أن نكمل ما بدأه، وخالص العزاء للكويت بفقد الهامتين ورحم الله الوالد والابن وغفر لهما. جمهوريون أم ديموقراطيون؟ عادت بي الذاكرة إلى فترة التسعينيات، وتحديدا عام ١٩٩٣، عندما تابعنا بشغف الانتخابات الأميركية ونحن نرغب بفوز جورج بوش الأب الجمهوري الذي تعلّقنا به بسبب دوره في تحرير الكويت، ولا اذكر بعدها ان انتخابات الرئاسة الأميركية اخذت حيزا كبيرا من متابعتي الا بقدر معرفتي من الفائز، ولماذا لم تفز مرشحة امرأة حتى الآن. لكن هذه السنة اهتم اغلبية الناس بالانتخابات الأميركية نظرا لما تركته شخصية ترامب وسياسته الخارجية من لفت للانتباه خلال فترة حكمه، ولما رأينا من الرزانة التي تفيض من شخصية منافسه جو بايدن الديموقراطي، فماذا سيتغير علينا نحن كعرب خارج أميركا ان فاز ترامب او بايدن! اذا نظرنا للشأن الداخلي الأميركي الذي اعاد ترتيب أولوياته كشعب من رئيسه، رتبها كما يلي: الاقتصاد، فيروس كورونا، العدالة الاجتماعية والرعاية الصحية، وهو ترتيب منطقي جدا بعد جائحة كورونا وبعد فقد البعض لوظائفهم وبعد بعض حوادث العنف التي نالت من بعض الأميركيين السود، لكن خارجيا هل سيتغير شيء؟ هل ستؤمن أميركا بحق الفلسطينيين في بلادهم او تضمن لهم العيش الكريم؟ ام أنها ستضع العصا في دولاب الاحتلال الصهيوني لإيقاف جرائمه، أم أنها ستسحب جنودها من العراق وتدعه يعيد ترتيب بيت الحكم، وتعيد ثقة المواطن العراقي بمؤسساته التشريعية، أم أنها ستسحب جنودها من أفغانستان مثلا؟.. ماذا سيتغير بالسياسة الأميركية تجاه حزب الله؟! هل ستسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي كما منحت هذا الحق لإسرائيل؟ كلنا يعلم بالدور الأميركي الذي دعم الربيع العربي سابقا، فهل سيعود هذا الدعم وسيظهر لنا ربيع عربي جديد بشكل جديد في عالمنا العربي؟ وماذا عن أسعار النفط وصفقات السلاح وحل الخلافات بين الدول أو تأجيج تلك الخلافات؟ سهير ماجد بورسلي