الخوارزميات و #اللقاحات والأزمات! ،،،، بقلم / د. ضاري عادل الحويل
انطلقت في الكويت والعديد من دول العالم حملات التطعيم والتمنيع من فيروس كورونا إيذاناً، بإذن الله، ببداية النهاية! لم يكن الوصول إلى هذه المرحلة التاريخية إلا بتضافر الجميع وقيام العلماء بدورهم في البحث العلمي، والتعاون من أجل التصدي لخطر فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة، لكنه هدد العالم أجمع! وما يزال الخطر محدقاً وبالأخص مع المخاوف المحيطة بظهور سلالات جديدة من الفيروس، حفظنا الله جميعاً وكفانا شره. لا عزاء لأصحاب نظريات المؤامرة وترويعهم للناس من اللقاحات بادعاءات لا دليل لها! لكن ليس هذا محل نقاشنا في هذه السطور المتواضعة، ولكن حديثنا سيركز على استعمال الخوارزميات في إدارة الأزمات وتحديد من سيحصل على لقاح مضاد لفيروس كورونا. تناقلت وسائل الإعلام العالمية احتجاج العديد من الأطباء في مستشفى «ستانفورد» الجامعي بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية على استثنائهم من الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا تزامناً مع بدء الحملة الوطنية للتطعيم في الولايات المتحدة. وجاءت الأخبار المدوية بأن ألقى المسؤولون اللوم على النظام الخوارزمي الذي أنشأه المستشفى لتوزيع اللقاح. وبعد التحقيق في الأمر تبين أن الخطأ الحقيقي يكمن في آلية تصميم الخوارزمية ومن صممها في اعتبار إعطاء الأولوية للموظفين على أساس العمر بدلاً من خطر تعرضهم للفيروس نفسه أثناء العمل. مع بدء الحكومات حول العالم في حملات التطعيم والتمنيع، يتّجه الكثيرون إلى خوارزميات مماثلة وأنظمة تسجيل أخرى، لكن المثال السابق يوضح أن الخوارزميات ليست بديلاً عن السياسات المدروسة وبمشاركة المتخصصين وأصحاب المصلحة، وأن الأدوات التكنولوجية أو حتى الرياضية البسيطة قد تصبح كبش فداء لعيوب صنع القرار. إعلان الرياض بشأن الصحة الرقمية الصادر مؤخراً، يمثل دعوة عالمية للعمل على إنشاء البنى التحتية اللازمة لمشاركة ممارسات الصحة الرقمية الفاعلة، والقائمة على الأدلة والبيانات العالية الجودة وتوفيرها آنياً لتوفير معلومات قابلة للتنفيذ، ودعم قرارات الصحة العامة محليًا وعالميًا. ركزت الأولوية الثالثة بإعلان الرياض على دعم تبني الذكاء الاصطناعي في الأنظمة الصحية، لكن وفي ظل التدفق البطيء أو شبه المعدوم للبيانات الرقمية العالية الجودة في العديد من الأنظمة الصحية، قد ينتهي بنا المطاف لاستخدام خوارزميات منقوصة شبيهة بما ذكرناه سابقاً. يتطلب الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات الرقمية المحلية العالية الجودة لتحقيق دقة وصلاحية مقبولة. قبل البدء باستخدام هذه التطبيقات المهمة، من الضروري أن يستشار أهل الخبرة، وأن يتم اختبارها ونشر نتائجها بكل شفافية. إدارة الأزمات تعتمد على هذه الخوارزميات، بل أحياناً، حياة الأشخاص! د. ضاري عادل الحويل