البشر والصدمات! ،،، بقلم / سلوى الملا
* يعتاد البعض على شراء أجندة عام جديد لإعداد خطط وأهداف يريد تحقيقها خلال العام، والبعض يعتاد على جرد وترتيب أحداث عام من عمره. عام مضى بكل ما يحمله من وجوه لابد أن تغادر الذاكرة وتبتعد عن مساحة البصر والفكر! وأسماء وأرقام يجب إسقاطها من ذاكرة الهاتف! ومحاولة ممارسة فترة من النسيان وفقد الذاكرة على أسماء تربطنا بهم صلة رحم ولا نريد إعدام وجودهم من حياتنا! * عام ثقيل ومزعج ومخيف ومؤلم..! مؤلم لكشفه حقيقة بشاعة بعض النفوس! ومخيف ومربك لسرعة تساقط الأقنعة وتهشم وكسر زجاجها عمن كنا نظنهم سنداً! ومزعج ومربك لأزمات وتصدر جائحة كوفيد-19! وثقيل بتسارع الأحداث والمنغصات التي قد يعجز بعض البشر عن ثقل حملها لوحده! * رغم ما اعتاده العقل والروح على أشكال الصدمات فإننا مؤمنون بأن كل ما يقع مما لا نحبه ولا يرضينا ويبكينا.. هو خير من عند الله. قد لا نستطيع في بداية وقع الصدمة رؤية الصورة كاملة وواضحة وتفقد تفاصيلها، لكننا بتوكل على الله وبصبر وإرادة وإصرار وبوجود المخلصين نحاول ونتمكن من تجاوز المنغصات وصدمات اربكت كل تفاصيل وخلايا اجسادنا! * قد يعتاد البعض على لحظة المفاجأة.. لكنني لا أحب المفاجآت التي تجعلني ولو للحظة في إحساس خوف لمجهول وانتظار نتيجة او ترقب حدث! المفاجأة ألا تأتي في وقتها وانسيابها واستحقاقها كفرحة، لا ننتظرها أن تكون مفاجأة تتزايد معها دقات القلب وتسارعه ويرتفع معها هرمون الخوف! ولا نشعر بحلاوة الفرحة المختبئة تحت تغليف او لحظة تشويق! * بعض البشر قدرتهم على مواجهة الصدمات والأزمات ضعيفة ومربكة، يحتاجون يداً تمتد لتمنع سقوطهم وارتباكهم وكسر خواطرهم! وبعض البشر لاعتيادهم على أشكال الألم والصدمات والغدر؛ جعلتهم تجارب الحياة اكثر صلابة بتوقع الأسوأ وبقدرة على مواجهتها وتحملها وان لم يتقبلوها! النفس البشرية متقلبة وضعيفة وهشة ما لم تعد لتتوجه الى قبلة الله.. لتقويتها ورفعها وترقيتها بروحانية وإيمان يجعلها تتقبل كل الصدمات بصبر وسكينة وقدرة على تجاوزها.. بحصانة ومناعة تجعلها أقوى أمام أي اهتزاز وإرباك.. وتغيير نفوس وأدبارها! * خلال عام وأعوام مقبلة بإذن الله، وخلال عام مجهول نستقبله بعد أيام..اعتاد سكان العالم على استقباله باحتفالات وألعاب نارية وأنواع الفرح والصراخ لعد الأرقام تنازليا لاستقبال أرقام عام جديد 1/1/2021، وطي صفحات 2020 بكل ما دون وكتب ورسم في أوراقه وصفحاته من تفاصيل وأحداث تكون تاريخا ومرجعا للأجيال! * آخر جرة قلم: أيام قليلة ونغلق غلاف عام مشوش لروزنامة عام 2020 بكل ما حملته من تفاصيل وصور وأحداث، عام استثنائي بامتياز بكل ما حمله من مفاجآت وأحداث. ليستعد العالم لاستقبال وشراء أجندة عام 2021، عام يستقبله العالم بحذر واحترازات واحتفالات خاصة.. نسأل الله بمرور ودوران ليله ونهاره وشروق شمس وغروبها وحركة قمر وتغيير فصول أن تعيش الإنسانية، وتعيش نفوسنا سلاما وراحة بال واستقبالا لكل أنواع الفرح والخير.. الذي يجعل الروح كروح طفل يطير فرحا وسعادة، ولا ننتظر مفاجآت تصدمنا..! ما كان في 2020 كاف! والحمد لله على كل حال وظرف في كل مكان وزمان.. ورغم كل الأحداث وكتاب عام.. فإنني متفائلة لاستقبال عام جديد.. وكل عام وأنتم بأرواح وقلوب طيبة بخير وسعادة وحب..
سلوى الملا @salwaalmulla