#وزارة أبيك..! بقلم / ممدوح المحسن
كم نحن بحاجة الى علماء نفس وعلماء اجتماع لقراءة سلوك الكثير من الموظفين، وربما نحتاج إلى معالجين نفسيين، ونخصص لهم يوماً في الأسبوع لمعالجة أهم الظواهر المَرضية لدينا من أجل التخلص من احدى أزمات النفس البشرية، وهي «الأنا» التي نراها في وجوه الكثير من المسؤولين ظاهرةً في تعاملهم السلوكي مع المواطنين، وكلِّ من يذهب لإنجاز معاملة في إحدى وزارات الدولة! لا نقول ان كل المسؤولين يتعاملون بتعالٍ مع المواطنين، هناك مسؤولون أخيار، يسبقهم احترامهم للناس قبل أن يتسابقوا من أجل تخليص وإنجاز ايِّ معاملة او خدمة لمواطن. لكن هناك فئةً يجب نقلها إلى مستشفى الأمراض النفسية، فلا ذنب لمواطن في أنْ تتأخر معاملتُه من قبل موظف غضب عليه مسؤول او لديه مشكلة خاصة، ممن يتخاصم مع زوجته، ثم يأتي ليفرغ جم غضبه في تأخير مصالح الناس. كذلك هناك جماعة «هات لي واسطة» وهذه النوعية تظهر احياناً وبشكل لافت للانتباه، وكل ذلك من اجل كسب اكثر عدد من العلاقات لغاية انتخابية، أو مصالح شخصية قد يحققها لاحقاً. نعلم بأن بعض الظروف قد تدفع بعض الموظفين الى التعامل السيئ مع المواطنين من دون قصد، لكن ان كان هذا الامر قد يؤدي الى سوء معاملة، فمن الافضل على الموظف أن «يستريح في بيته». لا قيمة لأي موظف ان لم يكن ذا اخلاق عالية، ولا تظهر هذه الاخلاق العالية الا من خلال إظهار الصورة الحقيقية لحسن المعاملة. وعلى الكثير ان ينتبهوا من تعطيل أو تاخير أو التقاعس عن إنجاز ما يريد الناس.. فقد يكون بين الناس من يدعو الله عليهم؛ لأن بعض الدعوات من قبل انسان صالح قد تقفل في وجه الموظف كل باب، عندما يقف الانسان بين يدي الله. وهو يقوم الليل ليدعو اللهَ ان يأخذ حقه، حتى وإن توهم البعض ان الامر هين، فقد يكون هذا الحق الهين كبيرا ومهما لدى هذا الانسان. ربما يكون هذا الانسان الذي يراه البعض بلا شأن، ذا شأن عظيم عند الله، ولو أقسم على الله لأبرّه. لذلك يجب ان يعلم هذا النوع من الموظفين، أن وجوده في هذا المكان لم يكن الا لخدمة الناس. خدمةُ المواطنين في وزارات الدولة واجبةٌ وحقٌّ لهم، فهم يخدمون ايضاً – وربما خدموا – في وزارات ومؤسسات اخرى وهذا ما يجب أن يكون. لكل موظف يحتاج الى اعادة تأهيل نفسي في السلوك والتعامل، مثلما تدين تدان، وعليك أن تنجز ولا تعطِّل، فهذا التعالي لا قيمة له، والوزارة التي تعمل بها.. ليست «وزارة أبيك». ممدوح المحسن