إنها مسؤولية #الصحة.. وليست #التربية ! ،، بقلم / أ.د. بهيجة بهبهاني
يؤكد معالي وزير التربية وزير التعليم العالي، في تصريحاته، توفير كل مستلزمات الوقاية من فيروس كورونا للمعلمين وللمتعلمين والهيئات الإدارية والعاملين في الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة، حرصاً على صحتهم وعدم إصابتهم بعدوى فيروس كورونا؛ وذلك إضافة إلى إجراء حملة لفحص المعلمين والهيئات الإدارية بالمدارس. وفي اعتقادي أن هذه الأمور الوقائية هي من اختصاصات وزارة الصحة (منها: تقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والرقابية)، من خلال توفير الكمامات والقفازات والمواد المعقمة، إضافة إلى التعقيم المتكرر للقاعات الدراسية ودورات المياه بكل المؤسسات التعليمية، وليس كما حدث أثناء الفترة الأولى من انتشار الفيروس، حيث كان المعلمون يوفرون هذه الأشياء من مالهم الخاص! في حين إن اختصاصات وزير التربية وزير التعليم العالي أ.د. علي المضف تشمل الكثير من الأمور التي تخص القضايا التربوية، أهمها حاليا التعليم الإلكتروني وتطوير المناهج التربوية. إن الأبحاث والتقارير التي تتضمن موضوع «إصلاح التعليم» للسنوات الماضية، شملت الكثير من الانتقادات للسياسة العامة للدولة، فيكفي للدلالة على ذلك تدنّي مستوى الخدمات التعليمية، التي تؤكدها نتائج الطلبة الكويتيين سنويا في الاختبارات الدولية للعلوم والرياضيات والقراءة. وفي رأي الشخصي، من خلال خبرتي الطويلة بالتعليم الجامعي، ثم التعليم التطبيقي، أن أهم العوامل المؤدية إلى تدني مستوى التعليم وجودته تتضمن الآتي: «مستوى الإدارة التعليمية، كفاءة وخبرة المعلم، طرق وأساليب التدريس، أساليب التقويم والمتابعة، المناهج الدراسية، أساليب التدريب والتنمية المهنية للعاملين في القطاعين التربوي والتعليمي ونوعية التعليم وعلاقتها باحتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية المستدامة». وقد كان التعامل الحكومي والبرلماني مع القضايا التعليمية ــــ وما زال ــــ تعاملا ماديا بحتا، وبناء عليه، فلا تمكن معالجة الخلل التربوي إلا بالتركيز والعمل الجاد على اعتبار التعليم ــــ بجميع مكوناته ـــــ من أولويات رؤية الحكومة ومجلس الأمة، مع إعادة النظر في أساليب الإنفاق على تطوير التعليم. فهذه هي اختصاصات معالي وزير التربية وزير التعليم العالي، وهي مسؤولية ضخمة، تمثل عبئا كبيرا، وتتطلب مجهودات كبيرة لإنجازها بالصورة المثلى. وقد أكد معالي وزير التربية وزير التعليم العالي حرصه على العمل خلال الفترة المقبلة على: «تطوير المناهج والعنصر البشري في جميع المجالات والقطاعات وتطوير العملية التعليمية». وسننتظر إنجازاته وسنتابع أداءه؛ فهذه مسؤوليتنا وواجبنا الوطني نحن (المعلمين). أ.د. بهيجة بهبهاني