الحرية الذاتية – بقلم : الشيخ احمد حسين احمد محمد
1- عندما نتحدث عن سلطة العقل، فإننا نتحدث عن اشتغال الفكر بكثافة وهيمنته على الروح والجسد على حساب الحدس وتحقيق الكينونة.
وعندما تخضع للعقل يكون الأمر كما لو أنك لم تعد تسكن جسدك، لم تعد تسمع قلبك، لا تحس بوجودك، وتقوم بإسقاط مخاوفك ومشاكلك وشكوكك وتوقعاتك، أنت تفكر في الأحداث بدل أن تعيشها لتتجاوزها.
يجب التحرر من سلطة العقل من أجل الإحساس بالأشياء كما هي في اللحظة الحاضرة في حين أن العقل لا يعرف سوى الماضي والمستقبل.
2- الأنا هي ثمرة الخوف، أي الخوف من ألا يكون المرء كما ينبغي وألا تكون له قيمة بالأخص عند الآخرين، في حين أن هذه المخاوف لا أساس لها وهي عادة ما تكون نتيجة لأفكارنا التي تدفعنا نحو الإغلاق.
3- لا يجب أن نأخذ كل شيء بشكل حرفي، وكما يقال بل يجب علينا أن نفهم قبل كل شيء أننا نكسب بالتحرر من ارتباطات الأنا، لأن الأنا ترتبط بكل ما يفضي عليك قيمة ولكنها ليست أنت.
4- اعلم أيها الإنسان أنه في الواقع الأنا خاصتك هي التي كانت تختار لأن سيارتك كانت تشكل امتدادا لنفسك وكانت تسهم في قيمتك الشخصية وانت لا بد أن تعيش من خلالها في النهاية هي جزء منك.
5- إن الرغبة تحيل إلى الأنا، والأنا هي التي ترغب في شيء ما، سواء بالمزيد من المال أو لا أعرف ماذا أيضا لأنه بموضع الرغبة تطمح الأنا دوما لأن تتقوى وتعزز مكانها عبر ما ترغب به، نحن نسعى من دون وعي إلى إنماء هويتنا.
إننا نحتاج إلى التحرر من الرغبات، لأنها تتحول بسرعة إلى عبودية، إذ إن الرغبة قائمة على وهم تعزيز الهوية ولا يقدم موضوع الرغبة ما نبحث عنه، وبالتالي فهو سعي لا ينتهي والرغبة تحولنا إلى طامعين بلا نهاية ولا غاية ونرغب من جديد في أشياء أخرى لا تقدم لنا أبدا ما نبحث عنه لذا كان لاوتسو يقول (القديس لا رغبة له سوى أن يكون بدون رغبة).