النساء والبرلمان – بقلم : حنان بدر الرومي
المجتمع الكويتي مجتمع شاب ترتفع فيه نسبة الناخبات لتصل إلى 52% من إجمالي تعداد الناخبين، وبالرغم من هذه المعطيات يفشل في إيصال امرأة واحدة للمجلس النيابي في انتخابات 2020، هل هذا من قبيل الصدفة البحتة أم أن هناك أسبابا أخرى تحتاج الى التوقف أمامها؟
تعمدت التأخير في كتابة المقالة لمتابعة التعليقات واللقاءات وغيرها للمرشحات مع استقراء آراء المجتمع المختلفة حول هذه القضية.
بداية، أحب أن أشير إلى أن العلاقة بين الرجل والمرأة في الكويت ليست علاقة صراع قوة أو وجود، كما سعت بعض المرشحات لتبرير إخفاقهن، وأشير الى سابقة نجاح ووصول النائبة والوزيرة ذكرى الرشيدي الى قبة البرلمان ديسمبر 2012 وبتأييد ودعم من مجتمع قبلي اقتنع بطرحها.
بلغ عدد المرشحات في الانتخابات الأخيرة 33 مرشحة في كل الدوائر الانتخابية وبشهادات علمية عالية وتنوع وظيفي واجتماعي ومذهبي، تميزن بقدرة أغلبهن على الحديث والنقاش والسلاسة في طرح برامجهن الانتخابية ومع هذا لم يحالفهن الحظ، وذلك للأسباب التالية:
– التجربة النسائية البرلمانية لا تزال في بداياتها مقارنة بالرجل والذي أصبح يمتلك خبرة سياسية أكبر وقدرة على قراءة التغيرات المجتمعية والسياسية بصورة أعمق.
– ضحالة الإعداد السياسي لأغلب المرشحات، فالكفاءة ليست بالشهادة العلمية ولا بالخبرة الوظيفية، بل بالتأهيل السياسي المحنك، وقد ظهر الأمر جليا في المناظرات السياسية واللقاءات المتلفزة.
ونتيجة لذلك، أخفق كثير منهن في تحقيق الإقناع، اللهم إلا واحدة أو اثنتين فقط.
– بعض المرشحات قدمن صورة إعلامية باهتة لترشحهن أدت الى نفور الناخبين، فهذه تدعي المظلومية وتنشد الانتقام، والأخرى تشتكي عداوة الحكومة لها، وهلم جرا، وكأن دخول البرلمان هو طوق النصر لهن والناخب هو كبش الفداء.
– افتقدت بعض البرامج الانتخابية الواقعية التي يأمل المجتمع الوصول لها بعد أزمة كورونا، فالمجتمع أصبح يبحث عن الأمان بكل صوره ومعالجة الملفات المتأزمة كالفساد والبطالة والتعليم والصحة والاقتصاد وليس فصل الدين عن السياسة وحقوق الوافدين وغيرها.
– أغلب الفرق المساندة للمرشحات ضاعفت من جرعة التصفيق لها وتسفيه أي نقد يوجه بدلا من دراسته ومناقشته بموضوعية لمعالجة الخلل وبسرعة وبما يحقق الصورة الأفضل لتحقيق النجاح.
– تفتقر المرأة للقاعدة الشعبية التي تستند إليها بسبب ضعف التواصل الاجتماعي المستمر والمباشر مع الناخبين طوال العام (العزاء – الأفراح – الدواوين…).
– عدم مساندة التكتلات والمجاميع العائلية والقبلية والتشاورية والجمعيات النسائية والدينية سنية كانت أو شيعية للمرأة.
– حاجة الناس لمن يحقق لهم مصالحهم، أيا كانت، جعلهم يتجهون لانتخاب نواب الخدمات، كما ساهم نظام الصوت الواحد في ذلك.
– تاريخ أغلب من تقلدن المناصب الوزارية والعمل البرلماني غير مشجع لإعادة انتخاب المرأة من جديد حتى من قبل النساء أنفسهن ومناصري المرأة.
ختاماً، التشرف بخدمة المجتمع الكويتي أمنية كويتية أصيلة وفشل المرأة الحالي لا يعني نهاية المطاف إنما هي دروس لزيادة جرعة الوعي ومضاعفة الجهد طوال العام وليس بالأسابيع التي تسبق الانتخابات فقط، فالمرأة الكويتية قادرة وبجدارة على أن تكون أخت الرجال.