فوجئتُ بوصولي لمكتبي الذي يقع في عمارة وسط البلد بإغلاق جميع المحال التي كانت تشغل الدور الأرضي وتطل على الشارع العام، وكانت مؤجرة لشركات وكالات طيران معتبرة، فلعنت في سري «كورونا» لإيقافها هؤلاء التجار الكويتيين المحترمين وكل من يعمل معهم من وافدين. لكن – وآهٍ من لكن – فالأخبار تأتينا من الخارج ومن الدول الشقيقة أنها تأثرت بفعل إيقاف حركة السفر بسبب «كورونا»، ولكن التأثير لا يقارن بما عاناه أهل الكويت ووافدوها من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ووكالات السفر والبقالات والملاحم وغيرها، والسبب يرجع للقرارات الرسمية الصحية غير المدروسة التي كانت تصدر عن وزارة الصحة، لتبصم عليها الحكومة، ويصمت إزاءها مجلس 2016، ونظل نحن كشعب ووافدين ليس لدينا ما نستطيع فعله أو عمله غير «التحلطم» – أي التذمر – لأنفسنا وللأقربين لنا! *** وآخر قرارات وزارة الصحة الذي بصمت عليه الرشيدة هو قرار غير مسبوق، لا في الكويت ولا خارجها، فقد أصدرت الرشيدة بناء على طلب وزير صحتها الشيخ الشاب قراراً الأسبوع الماضي بإيقاف جميع الرحلات من الكويت وإليها، وإقفال كل مراكز حدودها، وذلك بعد 3 ساعات من صدور ذلك القرار غير المدروسة تبعاته ونتائجه الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية! ترتب على ذلك القرار تكدس الآلاف من المواطنين والوافدين في نقاط الحدود الكويتية، وفي مطارات الدول الشقيقة، من دون أي استعداد أو ترتيب! وقد شهدنا أنا والآلاف مثلي حالات عدة أجبرتني على الرثاء لأحوالنا في ظل قرارات مسؤولينا الحكوميين وصمت مَن انتخبناهم للرقابة والتشريع، فلدي صديق كان قادما من أحد البلدان الأجنبية عن طريق مطار دبي «ترانزيتاً» ليعلموه بعد نزوله من طائرته أن الطائرة المفترض أن يستقلها إلى لكويت قد ألغيت بقرار فوري الأثر صادر عن حكومته الرشيدة، ليضطر للبقاء في دبي رغم أنفه ورغم ارتباطاته الكثيرة في الكويت! هناك مئات الأفراد من جنسية عربية يجدون أنفسهم سجناء في مطارات الترانزيت وهم في طريقهم للكويت، وأغلبهم لا يملك «شروى نقير» في جيبه أو محفظته، فتضج وسائل التواصل الاجتماعي في تذمرهم من وضعهم المأساوي، لتصل إلى حكومتهم التي لا تستطيع إعالتهم في الدول الأجنبية من مسكن ومأكل ومشرب، الأمر الذي أجبر بنظري حكومة الكويت الرشيدة فتح منافذ حدودها، حين تدخلت حكومتهم ممثلة بوزيرة تقطر شطارةً وتعرف من أين تؤكل الكتف الكويتية الحكومية، فتنصاع لهم حكومتنا الرشيدة «لأن إبليس يعرف ربه» فتقرِّر فتح منافذ حدودها بعد أيام قليلة! ونحن من هذا المقام نشكر سعادة وزيرة الدولة الشقيقة ونقول لأبطالنا بحكومتنا الرشيدة «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه» «وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم». ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي
