عندما أجلس مع كبار السنّ ويتحدثون معي عن أيامهم وزمنهم.. وأرى الفيديوهات والأفلام والمقابلات القديمة وأنظر إلى الزمن القديم وأقارنه بحالنا في هذا الزمن.. يصيبني من الحسرة ما فات من جمال ذلك الزمن وصدقه.. وكأننا أصبحنا في (زمن بلاستيك) يندر فيه الشيء الحقيقي.. أنا لست من الناس المتشائمين ولكن أردت أن نقارن بعض الأشياء البسيطة ونتعلم منها الدروس والعبر: عندما أرى اللحوم والطعام وحتى الفواكه والخضراوات والأسماك في قديم الزمن.. والتي لم يتدخل فيها بعض البشر بطمعهم وجشعهم وفسادهم.. فكان الطعام طبيعيا ليست به مواد حافظة ولا أشياء مضرة، يزرع طبيعيا ويأكله الإنسان كما كان خلق الله له.. فكانت صحتهم وأجسامهم حتى شعورهم كثيفة وقوية.. بعكس ما نراه في وقتنا الحالي البعض في سن العشرين (أصلع) ليس في أجسادهم قوة وبهم من الأمراض ما الله بها عليم.. كثرت الأدوية والصيدليات والمستشفيات وتقدم العلم وكثرت معها الأمراض النفسية والجسدية والعقلية، حتى البيوت القديمة كانت فيها صلابة، فتراها مهما حدث من أمطار وكوارث متماسكة قوية.. نادرا جدا ما ينهدم بنيان في ذاك الزمان وينكسر شارع.. والآن في أقل الكوارث تخرب البيوت وتتكسر الشوارع وتتعطل السيارات.. كثرت المعدات وازداد المهندسون وأصحاب الشهادات وكثر الخراب، حتى المشاعر والحب كانا صادقين لا يحملان في بواطنهما عكس ظاهرهما بعكس زمننا هذا فيدعي الكثير الحب لمصالح وأحيانا لنفاق وما إن تتركهم حتى يأكلوا لحمك ويغتابوك ويفسدوا سمعتك.
حتى في الزواج وتربية الأبناء في السابق حزم ومسؤولية وأخلاق، الآن في الزواج يتزوجون ليتطلقوا على أتفه الأسباب والأبناء هم من يربون الآباء.
حتى في الجمال أصبح أشكال بعض الناس كأنها بلاستيك غير حقيقية، الأنف، الشفاه، الشعر. الجسم وكأن البشر أصبحوا لعبة لا أحد يتقبل شكله فيتجهون لهوس عمليات التجميل وفي كل مرة شكل مختلف.
وهذا إن دل فإنما يدل على نقص من يتبع غيره.. وكثيرا ما رأينا من كنّ جميلات فقبحتهنّ عمليات التجميل، فكل إنسان له جماله الخاص به الذي يميزه الله به وهو من يفسد نفسه بنفسه بإهماله أخيرا: قال سبحانه: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون» انتزاع الخوف من الله في قلوب البشر.. وعدم مراعاة حلاله وحرامه، أوامره ونواهيه.. فذكل من أسباب فساد الأحوال جميعها.. يجب على جميع الناس من العامل الذي ينظف الشارع إلى الوزير وأصحاب المناصب إن يكون الله أمامهم ويعملوا لله ولرضاه وليس لإرضاء الناس.. ويتبعوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله جبريل عن الإحسان فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) اللهم ارزقنا حبك ورضاك وإخلاصك ومخافتك في السر والعلن.
Y_Alotaibii@
