أحلام المبادرين.. وأولويات #الوزير ،،، بقلم / خالد عبدالرزاق الحسن
فيروس كورونا الذي أوقف الحياة كاملة بفتكه، وأخذ منا أرواحاً كانت تعيش معنا، وأحلاماً تراودنا كحلم الشباب في بناء مستقبل زاهر، من خلال مشاريع ومبادرات تجارية رائعة لاقت استحسانها في السوقين المحلي والعالمي، عند بدايتها قبل أن تتفاجأ بفيروس كورونا المستجد الذي سلب منها طموحاتها وأحلامها. أوصت منظمة الصحة العالمية بإيقاف العديد من الأنشطة والصناعات من اجل السيطرة على الوباء والتقليل من سرعة انتشاره، ونتجت عن هذا الإيقاف الاحترازي خسائر مادية كبيرة تكبّدها الشباب المبادرون، الذين بدأوا بتنفيذ أحلامهم بـ«سُلفة» من الصناديق الممولة التي وضعتها الدول لتنشيط سوقها المحلي بالمشاريع والمبادرات الشبابية الصغيرة والمتوسطة. كما كانت للكويت رؤية مماثلة للعالم، وقامت بإنشاء الصندوق الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة كأول تجربة لحث الشباب على العمل في القطاع الخاص، لكن كما جرت العادة في الكويت استقطاب المشاريع والأفكار الرائدة مع الفشل في بداية تنفيذها. لا شك في أن الصندوق الوطني الكويتي كان، وما زال، المتسبّب الأول في مثل هذه الكارثة الاقتصادية التي أحلت بالشباب، عندما اعتمد الصندوق دراسات جدوى مليونية من دون أن يقوم بمنح محالّ أو أراضٍ صناعية، تعين المبادر على إقامة مشروعه بشكل صحيح، بل حدتهم إلى استئجار المحال والمصانع من تجار العقار الجشعين، بأسعار خيالية، ما كان ذلك هو بداية الغرق في ديون، تراكمت على كاهل الشباب المبادرين في بداية طريقهم. قد تكون هذه الأزمة عالمية، وليست على المستوى المحلي فقط، لكن ما يميّز بقية الدول هو الدعم الحكومي، بعد أن بدأ العالم بالعودة للحياة والتعايش مع الجائحة، حيث قامت الحكومات بضخ مبالغ مليارية، كمنح ومساعدات لإعادة تشغيل الأسواق ودعم المتعثرين، إلى أن تستعيد العجلة الاقتصادية قواها مرة أخرى؛ وذلك لإيمانهم المطلق بان الدول المتقدمة لا يمكن ان تُبنى الا على سواعد الشباب، بداية من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي تعتبر هي الصمام الاقتصادي الأول للدولة. لكن ما حصل في الكويت عكس ذلك تماما، حيث كانت أولى مبادرات وزير التجارة الاستغناء عن العمالة الوافدة، ولا أعلم ما ان كان الوزير يريد أن يعزف مقطوعاتٍ وألحاناً يطرب لها المواطن، أم يريد النهوض بالملف الاقتصادي للدولة، من خلال توجّهه لحل قضايا عالقة جرّاء «كورونا»؛ لذلك نتوجّه لمعالي وزير التجارة بسؤال: أين الصندوق من أولوياتك؟!
خالد عبدالرزاق الحسن