بقلم:د.يوسف الظفيري
استشاري طب وجراحة العيون في مستشفى جابر د.يوسف الظفيري
مما لا شك فيه أن العالم خاض عاماً مقلقاً إلى حد كبير، فقد واجه العالم كله، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، فيروساً مستجدا غير معروف السلوك، وتسابق العلماء كالعادة لتقدم الصفوف للمواجهة الحاسمة للحفاظ على البشرية وحمايتها من خطر الفيروسات.
وخلال عام كامل تحققت الكثير من النجاحات التي أدت إلى نتائج تطمئن البشرية، وبدأ يلوح في الأفق أمل التخلص من هذا الفيروس بوجود مجموعة كبيرة من اللقاحات الفاعلة ضد «كوفيد-19».
العام المنصرم الذي واجهناه جميعا بكل هذا الكم من القلق الكبير، بمئات من علامات الاستفهام التي عكف العلماء على وضع حلول لها، تمخض ببزوغ فجر جديد، وعام جديد كله أمل في أن ينتهي هذا الوباء بغير رجعة، فالمسألة أصبحت مسألة وقت في المعركة مع فيروس كورونا المستجد.
تعلمنا من العام الذي انقضى دروسا كثيرة، ومواعظ عديدة، فما أكثرها من دروس، وما أعظمها من عبر، فقد تعلمنا خلاله فضيلة الصبر، الصبر الذي واجهنا به حالات الإغلاق، وواجهنا به البعد عن الأحباء والأصدقاء، والأهل في سبيل حمايتهم، تعلمنا كذلك الصبر على الابتلاء، وتعلمنا في العام الماضي، وما زلنا نتعلم أننا نستطيع وأن الصبر نجاة.
يا لها من دروس وعبر لم نكن لنتعلمها لولا وجود هذا الفيروس المجهري، الذي لا يُرى بالعين المجردة، فسبحان الخالق! الذي خلق كل شيء بقدر، ليبقى صدق المقولة التي تقول «في المحنة منحة» ماثلة أمام الأعين، وشاهد على ما نحياه.
نسأل الله العلي القدير، رب العرش العظيم أن يرفع البلاء والوباء، وأن يحفظ الكويت وأهلها، والمقيمين على أرضها من كل سوء.. يا رب العالمين.
