«المبادر والمنفذ» مصطلحان متلازمان يعتبران أساس نجاح أي مشروع، وهذا هو مشروع المصالحة يكتمل ويحقق نجاحه بعد فضل الله سبحانه ثم جهود المبادر سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، أسكنه الله فسيح جناته، ثم المنفذ صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه.
لقد عانى المبادر السفر والنقاش والطلب من إخوانه زعماء الخليج بلم الشمل وحفظ مكتسبات شعوبهم والتجاوز عن الأخطاء البسيطة، وذلك لإكمال المسيرة وتحقيق أهدافها، وقد اتصفت هذه المعاناة بصبر وإصرار وتحدٍّ وفقاً لرؤية الكويت بلد الإنسانية حتى جاء فرج الكريم عز وجل.
ثم جاء صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، ليكمل مسيرة خلفه منذ أيامه الأولى بعد تسلمه للقيادة بنفس الهمة والحرص والصبر مما دعا جميع الأطراف للتوافق على هذه المبادرة حتى أن الدول الغربية أيدت وشارك بعضها في اجتماع المجلس أثناء انعقاده للتوقيع على هذه المبادرة.
المشاهد لوقائع اجتماع القمة يشعر بأن القطيعة انتهت وأن الجفاء قد زال، وذلك متمثلا في لقاء الزعماء الأخوي وعودة بشائر المحبة مرة أخرى كما كانت، كما أن الفرحة عمت جميع شعوب الخليج فلم تنقطع التبريكات والتهنئات بين شعوب الخليج والإحساس بلم الشمل وصلة الرحم بينها.
نسأل الله الرحمة والغفران للمبادر، والعون والتوفيق للمنفذ، والشكر موصول للزعماء الذين وقفوا مع المبادرة والشعوب التي استبشرت خيراً وسارعت إلى دعمها ونسوا كل الخلافات السابقة، كما لابد أن يشكر كل من ساهم وساعد في هذه الإنجازات التي أعادت شعوب الخليج إلى عرينهم الأخوي ودارهم العريقة وقيمهم السامية المستمدة من كتاب الله عز وجل وهدي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
