الرجل المناسب في المكان المناسب – بقلم : اللواء الركن م.مساعد خزام الحمدان
بقلم : اللواء الركن م.مساعد خزام الحمدان
لا تأتي الأزمات إلا من خلال مسببات، ولكل أزمة مقدمات وشواهد تشير إلى حدوثها.
وكثيرا ما نسمع المقولة التي ألفت الأسماع «الرجل المناسب في المكان المناسب» وهي مقولة تدل على حسن الاختيار وتدل مؤشراتها على استشراف النجاح باختيار شخص له من الكفاءات والخبرات التي تؤهله لتولي ذلك المنصب وهي حديث الساعة.
فهناك 4 مقولات اخترتها لكم من رموز رواد الإستراتيجية الذي يشار إليهم بالبنان أضعها بين أيديكم:
القائد الفعال هو من يجعل الظروف تعمل لصالحه. (روجر فريتس مستشار أميركي)
القائد الماهر هو الذي يقود أتباعه وكأنه يقود رجلا واحدا في يده. (صن تزو جنرال صيني)
على القائد أن يقف صامدا كالصخرة التي تتحطم عليها الأمواج. (كارل فون كلاوزفيتز جنرال ألماني)
العسكرية دائما ولادة بالقيادات (ويقصد بذلك ما يتسلح به من علم ومعرفة والتدرج القيادي الصحيح).
(الفريق أول محمد خالد الخضر «رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الأسبق») من الرواد المعاصرين.
فقد أجمع هؤلاء الإستراتيجيون على صفة الاختيار للقيادة وتحمل المسؤولية حتى نتحاشى الوقوع في دوامة الأزمات.
وجاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: «يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها».
أي أخذها وهو أهل لها ما أخذها بطريق آخر.
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
العلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف
يرشدنا (أحمد شوقي) إلى أن التخطيط العلمي الصحيح والكفاءة المهنية من أهم المعيار للشخصية القيادية في إدارة الأزمات، وشتان بين رد الفعل العشوائي ورد الفعل المخطط له. ويكمن ذلك بالاختيار الأمثل لصاحب الفكر المؤسسي.
وإن سوء الاختيار يؤدي بالدخول في دائرة المشاكل والخلاف حتى الصدمات والكوارث الناتجة من قلة وعي وفهم وإدراك وتقدير وتقييم، فتؤدي إلى انتكاسات وخسائر في المؤسسات المجتمعية للدولة ويكون نتاجها سلسلة متتابعة من الأزمات والأحداث وقد جاء في الحديث «إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»، حيث يرشدنا بتوظيف الكفاءات والقدرات كي نتحاشى الأحداث السلبية في المنظومة المؤسسية. فالتعلم من دون تفكير جهد ضائع والتفكير من دون تعلم أمر خطير.
(إذن): نطرح سؤالين للاختيار الأمثل «للرجل المناسب»!
هل «التكنوقراطية» تحصن المؤسسات من دوامة الأزمات؟
من يرسم معيار الكفاءة العلمية والمهنية والشخصية القيادية المثلى «للمؤسسة»؟
يقول أبوالعتاهية:
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر