رحم الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد وطيب الله ثراه الذي وحّد البيت الخليجي وأعاد اللحمة بين قادة الخليج بعد خلاف استمر أكثر من 3 أعوام بين الأشقاء، سعى من خلالها بوساطة اليوم نجني ثمارها في لم الشمل الخليجي والمحافظة على وحدة منظومة مجلس التعاون، واجتماع القادة على طاولة واحدة في رياض العز بقمة مجلس التعاون 41 في مدينة العلا.
جهود المغفور له الشيخ صباح الأحمد لن تنسى وسيخلدها التاريخ أبد الدهر فهو لم يتوان لحظة في رأب الصدع الذي أصاب المنظومة الخليجية منذ بداية الأزمة.
رحمه الله كان وسيط سلام لم يمنعه كبر سنه ومرضه من السعي في الوساطة بين القادة وحرصه على لحمة الشعوب الخليجية والمحافظة على تماسكها وإزالة جميع الخلافات.
انتقل إلى جوار ربه وهو يأمل أن يطوى الخلاف ويرى تلاحم دول الخليج مثل ما كانت عليه سابقا، واليوم ولله الحمد تحققت تلك الأمنية في لم الشمل الخليجي وأولها حضور أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد قمة مجلس التعاون في الرياض.
جهود صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد لم تتوقف أيضا منذ تسلمه مقاليد الحكم في إكمال مسيرة وساطة سلفه الراحل، ومساعي الصلح التي قادها سموه لم تتوقف لحظة، وحتى قبل موعد انعقاد القمة الخليجية بساعات، تم تكليف مبعوث السلام وزير الخارجية الشيخ د.أحمد الناصر خلال اليومين الماضيين بجولات وزيارات مكثفة للقادة في الخليج ولجمهورية مصر العربية من أجل الوصول إلى توافق ينهي الخلافات بين الأشقاء.
بوادر المصالحة جاءت ببشارة زفّها لنا الشيخ د.أحمد الناصر في بيان تلاه من بلد السلام يؤكد التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر اعتبارا من مساء الاثنين وهو ما اقترحه سمو الأمير حفظه الله.
الناصر أوضح في بيان البشارة أن سمو الأمير اتصل هاتفيا بسمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وصاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، حيث حرص الجميع خلال الاتصال على وحدة الصف ولم الشمل وجمع الكلمة من خلال توقيع بيان العلا الذي يعد بحول الله إيذانا باستهلال صفحة مشرقة في العلاقات الأخوية خالية من أي عوارض تشوبها.
جهود مباركة وكريمة بذلتها الكويت في توحيد الصف الخليجي والمحافظة على هذا الكيان من التفكك، مساعي حامل راية الصلح صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الذي حقق أمنية عضيده في إعادة وحدة البيت الخليجي لن تنسى وستبقى راسخة في ذاكرة أبناء الخليج، مهما كتبنا من كلمات لن نوفيك حقك يا والدنا وقائدنا بالفعل سعيت، ووفقت، وجمعت شملنا الخليجي فلك منا كل الشكر والامتنان.
أخيرا نقولها بكل فخر واعتزاز «أنا الخليجي وأفتخر أني خليجي»، حفظ الله خليجنا من كل مكروه.
