تمثل حرية الرأي والتعبير أحد حقوق الإنسان الأساسية، ويعتبر ذلك في أي مجتمع أو دولة أحد مؤشرات التقدم والتنمية بالمجتمع.
وتوجد في كل دولة صحافة ووسائل إعلام ومساحات للتعبير، ولكن أن تعيش في دولة تحترم وتعزز حرية الرأي وتفتح منصات التعبير عن الرأي الحر وتستثمر في الإعلام الحر، فهي نعمة عظيمة نشكر الله عز وجل عليها في الكويت، حيث إن حرية الرأي والصحافة الحرة بها نموذج حي نعيشه يوميا وتكرسه دور الصحافة العملاقة، وفي مقدمتها صحيفة «الأنباء» العريقة، التي تقوم بدور تنموي رئيسي في المجتمع وتفتح صفحاتها لجذب أصحاب القلم الحر ليتولوا مسؤولياتهم التنموية حيال المجتمع.
وأتشرف بالانتساب لكتّاب «الأنباء» لأطل على القارئ الكريم من خلال زاويتي «ألم وأمل»، حيث أتنفس نسيم الحرية العليل من خلال نوافذ الصحافة الحرة والمسؤولة والتي تمثلها «الأنباء» وآل المرزوق الكرام.
وعندما نحتفل بعيد «الأنباء» الخامس والأربعين، فهو ليس مثل غيره من أعياد الميلاد، سواء من حيث الشموع أو الكيكة طيبة المذاق، ولكن عيد ميلاد «الأنباء» هو يوم للاحتفال بالصحافة الحرة ودورها التنموي، ولهذا فإن الأقلام الحرة تعرف معنى هذه المناسبة وترقص طربا على لحن الحرية التي ننعم بها ونتنفس هواءها العليل.
وفي هذه المناسبة أتوجه بالتهنئة إلى بلدي الكويت التي أتاحت الفرصة لازدهار ونمو حرية الصحافة بما تمكننا معها من الاحتفال بعيد «الأنباء».
كما أعبر عن الامتنان لآل المرزوق الكرام، الذين استثمروا في حرية الصحافة من خلال دار «الأنباء»، من حيث الملكية والإدارة وكرم الضيافة، والشكر موصول إلى كل القراء الأوفياء والزملاء والزميلات الأعزاء، الذين يمثلون الثروة الفكرية والحضارية والرصيد الوفير من ركائز التنمية والتنوير.
وكم هي سعادة قلمي بهذه المناسبة، وما أشعر به من امتنان، ولمَ لا؟ فإن عيد «الأنباء» هو عيد لنا جميعا، فكل عام وأنتم و«الأنباء» بكل خير، والله يوفقنا جميعا لتحقيق المزيد من التقدم والنجاح ومجابهة التحديات الجسام، وسط ما يشهده الإعلام من تطورات متلاحقة تضعنا جميعا أمام مسؤوليات جسيمة، لأن القلم أمانة أمام الله عز وجل ثم أمام ضمائرنا، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالقلم في كتابه الحكيم.
إن «الأنباء» في الواقع هي أحد أبراج الكويت والسور المنيع الذي يحمي الوطن من المتسللين، وهي وعاء الاستثمار متزايد العائد في التنمية المستدامة.
إن العيد الخامس والأربعين ليس عيداً لـ «الأنباء» فقط، بل عيد للوطن بكل مكوناته، وهو يعني بناء الرصيد الوطني الخصب لحرية الرأي والتعبير والصحافة المدركة لمسؤولياتها.. وكل عام والجميع بخير.
