في حقيقة الأمر هناك غياب حكومي وكذلك نيابي عن شيء هو مفهوم «حقوق» المتقاعدين، إلا أن مجموعات عديدة من الإخوة من الجنسين قد شكلوا مجموعات استثمار اجتماعي ولهم نشاطات كثيرة، وقد نجحوا في استغلال خبراتهم العملية وعلاقاتهم الاجتماعية في شغل أوقات فراغهم بهذا الاستثمار الاجتماعي لذلك أحسنوا بهذا المجال الذين يجب على مؤسسة التأمينات والدولة بكل سلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية استثمار كل مبادرات الاستثمار الاجتماعي لهؤلاء الإخوة والأخوات المتقاعدين!
لذلك ندعوإلى تبنّي أفكارهم وطاقاتهم بهذا المجال الاجتماعي والثقافي والتنموي والانساني والصحي لأن المتقاعدين بالتأكيد لهم خبرات مهنية مختلفة يجب أن نستثمرها لتحسين بيئة حياتهم المعيشية والاجتماعية بعد التقاعد.
قبل أيام وتحديدا في الأسبوع قبل الماضي قام وفد من الزملاء المتقاعدين بتنظيم زيارة ميدانية تعريفية للمعهد العربي للتخطيط، تلك المؤسسة الإقليمية التنموية المستقلة والتي مقرها الكويت منذ اكثر من 55 عاما، وذلك للتعرف على أنشطة ومهام هذه المنظمة الإقليمية وما تقدمه للكويت والعالم العربي بشكل عام!
بالطبع كانت الزيارة استثمارا اجتماعيا لافتا للنظر خاصة أن هؤلاء الإخوة المتقاعدين قد أخذوا فكرة بالتأكيد لم تكن متاحة لهم بالسابق وحققوا بهذه الزيارة استفادة عظيمة حسبما قالوا لنا ذلك بعد الزيارة!
ولم تتوقف وتنته هذه الزيارة والتي كانت لها بادرة طيبة حيث اعتادت هذه المجموعة النشطة تكريم كل مؤسسة على حسن استضافتها لهم، وبالفعل نحن اليوم نقول بأن الاستثمار الاجتماعي للإخوة والأخوات المتقاعدين فيه مصالح اجتماعية في كل الاتجاهات من هنا نناشد مؤسسة التأمينات وغرفة التجارة وكل المؤسسات الدائمة واتحاد المصارف واتحاد الجمعيات الاستهلاكية والمؤسسات النفطية احتضان فكرة منظومة هذه المجموعات الاجتماعية للمتقاعدين تحت مظلة الدولة ممثلة بكل مؤسساتها وخاصة التأمينات الاجتماعية لإنشاء ناد اجتماعي للمتقاعدين يحيي أفكارهم الاجتماعية والثقافية وإبرازها دعم هذا النشاط صحيا وثقافيا وحضاريا لأن الإخوة المتقاعدين يستطيعون إدارة هذا الكيان المؤسسي بجهودهم الذاتية وبقدراتهم وخبراتهم وابتكاراتهم التي سوف تكون خدمة وطنية واجتماعية لجيل من المتقاعدين في جميع المجالات لاستغلال عطائهم الفكري والجسدي لخدمتهم أولا!
من هنا نقول إن فكرة تأسيس ناد اجتماعي على شكل مجمع ترفيهي ورياضي صحي واجتماعي مدعوم من المؤسسات الوطنية لرعاية أفكار وأوقات فراغ المتقاعدين وتبني هذه القدرات واستثمارها اجتماعيا وصحيا وإنسانيا هو تأكيد لدور الدولة الحضاري والذي يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة بهذا المجال فهل تنجح فكرة الاستثمار الاجتماعي للمتقاعدين مستقبلا؟
