كثيرة هي المباني الثمينة في الكويت غير المستغلة لأسباب قد تكون تافهة جدا!
في طريقي يوميا وأنا ذاهب الى الجريدة أعرج على منطقة جنوب السرة، ولفت نظري مبنى أزرق جميل كله زجاج، يعد معلما حضاريا بكل ما تعنيه الكلمة بجانب وزارة التربية وبيت الزكاة وهيئة الصناعة على زاوية شارع، جميل الموقع، وكانت دائما بوابته مغلقة، ومرت شهور وسنوات حتى نزلت يوم الإثنين الماضي 4 يناير 2021 لمعرفة سره الغامض، فالمبنى ليس فيه حركة أو مراجعون أو لافتة توضح ماهيته، والحمد لله قابلت حارسا بجانب المبنى فقلت له: لمن هذا المبنى؟ فقال: اللي أعرف أنه مخصص لمنظمة إقليمية مقرها دولة الكويت.. وأردفته بسؤال: منذ سنوات والمبنى غير مشغول؟ قال: هذا المبنى صار له أكثر من 3 سنوات منذ أن تم إنشاؤه، وفي عام 2017 و٢٠١٨ و٢٠٢٠ نزلت الأمطار وتسربت المياه من الأسقف وجوانب المبنى فلم تتسلّم المنظمة رسميا المبنى، وبقي الأمر معلقا الى يومنا هذا بين المقاول ووزارة الأشغال العامة.
نظرت الى المبنى الجميل الذي تقرب مساحته حوالي 6000 متر تزيد أو تنقص!
وكعادة الصحافي وجدتها فرصة للاستفراد بهذا الحارس المجهول فقلت له: وين المسؤولين عنه؟ هل تعرفهم؟ فقال: أحد الكويتيين دائما ما يحضر بين فترة وأخرى ويسأل: هل من جديد أم لا؟
وبفضول الصحافي عرفت ان المبنى بعد البحث والتحري والسؤال في أكثر من مصدر أن المبنى يخص المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية (مجلس وزراء الصحة العرب) جامعة الدولة العربية.
٭ ومضة: أشعر بألم كمواطن وصحافي وإعلامي.. كيف نهمل مبنى رائعا بهذا الجمال لأن المقاول الذي بناه لم يحسن بناءه بالشكل المطلوب والذي يصمد أمام تقلبات الجو؟ ولماذا يبقى مبنى جديد وبهذا الشكل على هذه الحال؟ وإلى من أتوجه بأسئلتي الكثيرة لأن المبنى بكل صراحة جميل وحضاري لكنه موقوف؟
وبالتأكيد ان عملية صيانته الآن اصبحت مضاعفة، وكل الأسف ان هذا (الجمال الحضاري) لم يكتمل!
وأسفي على الإيجار الذي يدفع للمبنى المؤقت المستغل الآن من قبل المنظمة!
ولماذا لا يحاسب المقاول الذي لم يسلمه بالصورة السليمة؟
لا أعرف من أُخاطب؟
إنني أتوجه كمواطن الى رئيس الحكومة سمو الشيخ صباح الخالد – بوخالد – نرجو منك فقط الاستفسار عن هذا المبنى الموقوف منذ أكثر من 3 سنوات.
وعلى من تقع مسؤولية هذا التأخير؟
وما هو الجديد في موضوع هذا المبنى؟
وهل يرى النور عما قريب؟
٭ آخر الكلام: كل خوفي أن يستغل هذا المبنى الجميل بأمور خاطئة في ظل عدم وجود حراسة على مدار الساعة له!
٭ زبدة الحچي: أصعب شيء في هذه الحياة أن ترى شيئا منجزا وشامخا لكنه معطل لأسباب قد تكون سخيفة وغير مقنعة كما شاهدت في هذا المبنى الذي صورته بكاميرتي كشاهد على كلامي، ومع كل الأمنيات أن يصلني رد على ما ذكرت، فليس من المعقول ان يكون هذا المبنى معطلا لمدة تزيد على 3 سنوات لأسباب تافهة، وأنا أستند إلى كلام (حارس) لا أعرف أين يعمل لكنه في المنطقة ويعرف قصة هذا المبنى الغامض!
أتمنى من رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد فتح ملف هذا المبنى الغامض وأن أرى تحركا حكوميا يعمل على إنجاز هذا البناء الحضاري في أسرع وقت.
في أمان الله.
