فرانك سيناترا في مركز الكويت لمكافحة السرطان – بقلم : ذعار الرشيدي
كما ذكرت في مقالي السابق فإن قفز المعارضة لاستجواب رئيس الحكومة مباشرة سيكون خطأ استراتيجيا لا تستطيع المعارضة تحمل كلفته على الأقل في قادم الأيام، وسيعرف أعضاء المعارضة أنهم وإن كانوا قد سجلوا نقطة في هذا الاستجواب فإنهم وبسبب تبعياته سيخسرون نقاطا كثيرة، ولكن أما وقد تم الاستجواب وبالطريقة التي قدّم بها مع تسابق النواب بمختلف أطيافهم، معارضة وموالاة، لتأييده وبعضهم أيده قبل حتى أن يطّلع على محور واحد منه، فهذا لا يعني سوى أمر واحد وهو أن الاستجواب متفق عليه ضمنيا بين القوى السياسية لإسقاط حكومة سمو الشيخ صباح الخالد، فتوقيت الاستجواب وطريقة تدافع النواب لتأييده وبشكل متسارع يجعلنا نتساءل: مَنْ وراء الاستجواب؟ فلا يُعقل أن تكون المعارضة وحدها وراءه، إذ إن النواب المحسوبين على الحكومة أيدوه، وبهذا العدد الذي بلغ 36 نائبا لا يمكن إحالته للتشريعية أو الدستورية أو حتى شطبه، ويبقى الحل الأقل كلفة على كافة المستويات استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة.
***
طبعاً لا حل للمجلس لأن الكلفة أعلى من كلفة رحيل الحكومة، ولكن المعارضة وإن نجحت بتسجيل نقطة في حال استقالت الحكومة وتشكلت حكومة جديدة، إلا أن الحكومة الجديدة أيا كان شكلها ستأتي لتبقى وستكون أشرس في المواجهة ومع حساب عدد الموالاة والمعارضة، فالمجلس سيكون بيد الحكومة وبشكل أكثر إحكاماً، لهذا تكسب المعارضة جولة في حال استقالت الحكومة ولكنها ستخسر كثيرا مع الحكومة الجديدة.
***
الاستجواب حق مستحق للنواب، واستجوابهم صحيح، لكن الخطأ في الصورة هو تأييد النواب المحسوبين على الحكومة وأطرافها للاستجواب وهو يعني أن الحكومة أو على الأقل أطراف فيها استغلت الاستجواب – الذي كان يتم الحديث عنه قبل أسبوع من تقديمه – من أجل أن ترحل وتعود بشكل جديد، أو أنها أرادت وضع المعارضة أمام القيادة السياسية والشعب في خانة التأزيم.
***
عامة كما ذكرت يبقى رحيل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة الأقل كلفة والأكثر منطقية، أما حل المجلس فكلفته عالية جداً هذه المرة، وإذا ما حل المجلس وتمت الدعوة لانتخابات جديدة، وهذا حق، فستتمدد المعارضة وسيأتي مجلس حقيقي لا تستطيع أي حكومة مواجهته وسيغير الخارطة السياسية تماما.
٭ توضيح الواضح: لا أعلم من يدير أقسام الأشعة في مركز الكويت لمكافحة السرطان، ولكن وعلى ارض الواقع أقسام الأشعة هناك من قسم الأشعة المقطعية إلى النووي مرورا بالرنين المغناطيسي وغيرها ومن تجربتي كمريض لنحو العام في المركز، وجدت أنها أقسام منظمة ويتمتع العاملون فيها بسعة صدر كبيرة جدا، عدا أخلاقيات التعامل العالية التي يتمتعون بها، وهنا أخص بالذكر تحديدا الدكتورة ياسمين العنزي لتعاملها الراقي جدا مع المرضى والذي يجعلك تشعر وكأنك ضيف لا مجرد مريض آخر جاء إلى قسم الأشعة النووية.
***
٭ توضيح الأوضح: صوت فرانك سيناترا في المركز ينم عن ذوقية فاخرة جدا، شكرا مرة أخرى للقائمين على أقسام الأشعة في مركز الكويت لمكافحة السرطان.