«تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسُّرا» اجتمع قادتنا بقمة مجلس التعاون الخليجي للدول العربية في ظروف بالغة – طارئة وجديدة على العالم من خلال الجائحة التي ما أن استبشرنا بانخفاض أعداد المصابين وإيجاد اللقاح.. حتى أنه فقدت دول السيطرة على الجديد من الفيروس الذي ينتشر في الهواء، فعدو الحياة البشرية هو خافٍ عن الأعين والتعامل معه بحذر شديد في ظل هاجس مختلف الدرجات. نحن كشعوب خليجية فرحنا وسعدنا بمجلس التعاون منذ إنشائه والذي لا يُقدر بثمن فالتنقل عبر البطاقات الشخصية ودخولنا لأي دولة نشعر بأننا في منطقة أخرى من بلدنا والتعرفة الجمركية الموحدة والمواثيق المشتركة الاقتصادية وموارد الطاقات والأمور الاجتماعية والضمان الاجتماعي واللغة – الدين – العادات والمصاهرة في ما بيننا وما نتفق فيه أكثر مما نختلف فيه. في عام 2020 فقدنا الكثير وأبرزهم سلطان عُمان قابوس بن سعيد آل بوسعيدي وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اللذان يحظيان باحترام العالم أجمع، فالأول بانٍ لنهضة السلطنة التي ضربت جذور تاريخها أعماق الأرض، والآخر لُقب بأمير الإنسانية وذلك جراء أفعاله الخيّرة والنيّرة. قمة قابوس وصُباح.. نأمل كشعوب خليجية أن تكون القبس الذي نستنير منه ليُشرق صباح الخليج ونتسامى فوق الجراح، فما حدث هو اختلاف وليس خِلافاً، وقطر هي ملح الخليج ولا غناء لنا عنها كما هي لا تستغني عن دول الخليج، ولا بد من النظرة بعين المسؤولية، فالأطباع واحدة والأطماع فينا كثيرة، وينبغي ألا نترك ثغرة للمصطادين في الماء العكر، والمتربصين الذين يراقبون وينتظرون الفرصة السانحة ليبثوا سمومهم، فوسائل شق الصف متعددة وكثيرة ومتوافرة وسواعدهم ليست ببعيدة. كشعوب خليجية نريد إعادة اجتماع الرماح ليس للاعتداء لا سمح الله وإنما للتحصين، فنظرة اللمّاح ستعيد اجتماع الرماح ليكون حصنا منيعاً لأي مندس ولنكثر من المشاركات بالآليات المتعددة التي حبانا بها الباري عز وجل.. الخلاف الذي طرأ ما هو إلا استثناء، ومصير الطارئ والاستثناء إلى الزوال؛ لأنه في الأصل هو العدم، أما العمل والتعاون بالمشتركات فهو السرمد لأنها أرضية خصبة وفيها زرع الآباء ونحن الحاصدون للثمر من التمر الذي فيه من الخصال والفيتامينات.. ولنتذكر بأن الخلاف أو الاختلاف الذي كان يُعد من الماضي واليوم ولأجل الشعوب ومصيرنا المشترك وإكراماً لقابوس وصُباح اللذين لهما عندكم المكانة لنعيد ونستأنف العمل، فالشيخ صباح الأحمد طيّب الله ثراه لم يكن للكويت فحسب، إنما كان حمامة السلام بين العالم أجمع.. وعلى بركة الله قمة قابوس وصباح هي القبس لنور النتائج التي ننتظرها وهي صباح الصلاح والمصالحة. عبدالله علي القبندي
