ما إن سمعنا صوت باب الحجرة يُفتح إلا وصنعنا ضجيجا ملأ الأرض كلها، صيحات متعالية، أصوات لا تهدأ ، صخب هنا وهناك ، في نفس الوقت ومع هذا الضجيج خرج علينا شعاع نور يحمل إلينا أملا في غد مشرق، ولكن سرعان ما شعر الجميع بأن النور الذي أضاء لنا هو وقود حرب ونار مستعرة نتيجة تصارع مخيف للاستيلاء على موازين القوى، وسرعان ما أصبح العالم على شفا حرب عالمية ثالثة من الممكن أن تأكل الأخضر واليابس
صراعٌ أصاب العالم.. لم يكن نتيجة ليلة أو موقف أو حادث منفرد، ولكنه أمر مدروس، ومع تناقض المصالح وصل التوتر العالمي الذي ألقى بظلاله على العالم إلى درجة مخيفة ؛ الأمر الذي فجر حروبا في مناطق عدة من العالم يمكن تصنيفها أنها حرب بالوكالة ، حروب لا درع فيها ولا سيف ولا قذيفة، وأيضا ليس لها قاعدة معروفة للاشتباك .
ضاقت علينا الحجرة المظلمة وأصبحنا نتلقى ضربات لا نعرف مصدرها ، ما سبب فوضى عارمة وأنين جرحى ونواح ثاكلات ، الأمر الذي نتج عنه عدد غير مسبوق من الأرامل والأيتام .
ماذا نقصد بالغرفة المظلمة ؟ ..إنها غرفة زمنية .. حلقة من حلقات الدهر.. عام ثقيل بكل ما يحمل على البشر .. 2020 .. عام ملئ بالضجيج .. عام فاحت رائحة الموت في كل يوم من أيامه .. حروب وصراعات .. أوبئة وأمراض .. وفيات وكوارث طبيعية …
يا لها من حجرة مظلمة حقا .. غرفة زمنية مداها اثنا عشر شهرا نالت من الجميع .. ولكن ما لبثت الحجرة أن انتهى زمنها وانتقلنا عبر باب الزمان لحجرة زمنية أخرى .
السؤال الذي احترت قبل طرحه .. من يشعل النور في هذه الحجرة ؟ وهل يكون ضياء خير ليميز لنا الخبيث من الطيب أم أننا نغوص أكثر في ظلمات الجهل والصراعات البشرية .
علينا جميعا أن نكون دعاة للسلام نرفع أغصان الزيتون لترفرف حمامات السلام على البشرية كلها
محمد عبد اللطيف
