يصر بعض الناس في موضوع فيروس كورونا على نظرية تدعى «نظرية المؤامرة»، وهذه النظرية يؤكد أصحابها أنه لا وجود لفيروس كورونا المستجد في الواقع، بل انه محض خيال وتأليف من جهات بعينها.
والحقيقة التي لا جدال فيها هي أن الأرقام الموثقة، والإحصاءات المؤكدة تدحض هذه النظرية من دون الدخول في جدال واسع لإثبات ذلك، فلغة الأرقام «لا تكذب ولا تتجمل»، بل انها شاهد ماثل أمام الأعين والعقول والأفهام.
فأرقام الإصابات المسجلة والموثقة تتجاوز حتى الآن 82 مليون إصابة، وهو رقم ظاهر ملموس، كذلك فإن أعداد الوفيات التي سجلها العالم جراء هذا الفيروس «كوفيد -19» تكاد تقترب من المليونين، مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة وجود الفيروس.
والحقيقة أن أصحاب هذه النظرية المسماة بنظرية المؤامرة يشيرون أحيانا بأصابع الاتهام كالعادة إلى تورط دول أوروبية في إطلاق هذا الفيروس، مع أن الجميع لا يخفى عليه مدى التضرر الحاصل الواقع على الدول الأوروبية، وتسجيلها لعدد هائل من الإصابات، وكذلك عدد الوفيات.
أصحاب نظرية المؤامرة عندما فشلوا فيما يبدو في ترويج نظريتهم، ذهبوا إلى أن اللقاحات التي اجتهد العلماء في إخراجها لمجابهة فيروس كورونا، لها آثارها الجانبية الخطيرة، والتي ستؤدي في النهاية إلى وفاة الأشخاص الذين تم تطعيمهم، ومع أنهم لا يقدمون دليلا علميا واحدا صحيحا، إلا أنهم يثيرون الفزع عند بعض الناس.
تحويل الوجهة من إنكار الفيروس إلى عدم فاعلية اللقاح يدل دلالة قاطعة على أن هؤلاء مفلسين علميا، وليس لنا إلا أن نقول لهم بكل حزم «هاتوا برهانكم»، وعندها سنصدقكم.
* استشاري طب وجراحة العيون في مستشفى جابر
