خطوات صباحية لوحدة خليجية! – بقلم : ابتسام العون
من رحم المعاناة، ومن مرارة الخصام والشقاق، انطلقت المساعي الكويتية الحثيثة والجهود الكريمة في رأب الصدع ووحدة الصف الخليجي.
فقد أخذ المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وطيب ثراه، عهدا على نفسه في توحيد البيت الخليجي، ونزع فتيل النزاع والذي دام قرابة 3 أعوام.
فلم يتوان لحظة واحدة في وضع الخطط الديبلوماسية المدروسة رفيعة المستوى لحل الخلاف الخليجي، ولم يدخر جهدا في تجنيد الخبراء السياسيين ورجال الدولة المخضرمين لتحقيق هدف المصالحة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، وبحكمة بالغة ونظرة ثاقبة وصدر رحب وابتسامة جذابة نشط، رحمه الله، بمساعيه الميمونة وقام برحلات مكوكية كثيرة بين دول الخليج متناسيا كبر سنه ومرضه ومشاغل دولته، وتصلب آراء بعض الأطراف المعنية، ولم يهدأ له بال وهو صائم في بذل الجهود المباركة لإصلاح ذات البين ولمّ الشمل الخليجي.
حرص الشيخ صباح الأحمد الصباح، رحمه الله وطيب الله ثراه، على وحدة وهيبة منظومة مجلس التعاون الخليجي، فقد وضع نصب عينيه فض الصراع بين الإخوان وإعادة وحدة ومجد الصف الخليجي، ولم يتوان البتة في طرق أبواب المصالحة والاستعانة من بعد الله عز وجل بالعقلاء وأهل الرأي والمشورة في إنهاء الخلاف، ولم تفته، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، لا شاردة ولا واردة إلا وسعى فيها سعيا حثيثا، راجيا من الله سبحانه وتعالى أن تهدأ النفوس وتتآلف القلوب.
وبإصرار وعزيمة منقطعة النظير سد، رحمه الله، الطريق على أصحاب النفوس الضعيفة ممن يصطادون في المياه العكرة، وقطع رؤوس الأفاعي التي تنفث سمومها في الجسم الخليجي وتؤجج نار الفتنة بين الأشقاء في دول الخليج العربي.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته يا بابا صباح، حملت هم النزاع الخليجي لحظة بلحظة ونقلت هذا الهم إلى القيادة السياسية الكويتية، فكنت عند حسن الظن في مد يد العون وحمل هم الصراع الخليجي على محمل الجد والمثابرة، وقد كانت على وعي تام بأهمية وحدة الصف الخليجي ونبذ الخلاف أمام المخاطر الإقليمية المحيطة بالمنطقة.
ووفاءً بالعهد، حمل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، والقيادة السياسية الكويتية الحكيمة راية المصالحة الخليجية.
وبخطوات صباحية لأجل وحدة خليجية، ورغبة حقيقية في إنهاء الخلاف ونزع جذور الأزمة، أثمرت مسيرة الخير بفضل من الله وكرمه ثمارها الطيبة، ورسمت الريشة الكويتية على صفحات التاريخ لوحة أخوية احترافية تفوق الوصف في لمّ الشمل الخليجي، وتحقق الأمل في لقاء الإخوان والقادة الكرام في مدينة «العلا» السعودية، حيث عقدت جلسات مجلس التعاون الخليجي الميمونة، وأمام هذا الحدث التاريخي العظيم تنحني الحروف والكلمات تقديراً وإكراماً وتجف المحابر حباً ووفاءً.
ebtisam_aloun@