استوصوا خيراً بأقباط مصر! – بقلم : محمد الصقر
نبينا الحليم، محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين، أكدها وصية لأصحابه وأهل بيته وأحبابه، مؤكدا ما ورد لدستورنا العظيم من ترابط لعباده الموحدين رهبانا وقسيسين تفيض دموعهم فرحا لتلاوته، لما عرفوا وأدركوا من حقيقة ما ورد بالقرآن الكريم سلاما بسلام لهذا النبي المتواصل لحقيقة نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، حماية وعناية للبشرية كافة تكاملا لأنبيائه الكرام، كل وموقع تنزيله زمانا ومكانا للتبليغ المطلوب ما بين الخالق والمخلوق عبر الأديان السماوية حقا ربانيا مؤكدا.
وعبر تاريخها كان لمصر العظيمة دور كبير دفاعا عن الإسلام ودخوله لها بسلام، ثم لبلاد الشام بينها فلسطين ودورها التاريخي المجمع للأديان، وبروز دور أقباط مصر الأشاوس في صد الهجمات الصليبية الأوروبية عن دخول بلاد الإسلام ودحر عدوانهم عليها بانتصارات دونها كُتّاب ذاك الزمان، وتواصلت الفتوحات السلمية الإسلامية للبلدان عبر جزيرة العرب وما حولها جغرافيا حتى تخوم أفريقيا وأوروبا وآسيا وما بعدها تشهد لهذا الدور الرائد للحضارة العربية الإسلامية قولا وعملا بثقافتها وعلومها وعلمائها بشتى مناحي الحياة وتداخل الثقافات بعد ذلك.
أما التقارب السلمي الإسلامي والنسب خلال ذلك فيؤكده ارتباط نبينا الحكيم مصاهرة أقباط مصر بالسيدة الجليلة مارية أم إبراهيم ابن النبي والذي توفي طفلا وحزن عليه رسولنا حزنا شديدا لكنها إرادة ربانية، وتم دفن جسده الطاهر بثرى البقيع في المدينة المنورة بجوار والدته، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين، وهذا يجعلنا نرفض ما يتداول اليوم من أفكار وروايات عن العام الميلادي لإخوة لنا بالإنسانية والمصير والترابط بشتى أموره!
ليته يذهب إلى أمور دنيوية حالية تعني واقعنا الحالي وتحث على تفعيله كما ورد بإحدى ندوات قائد ماليزيا الحديثة وزعيمها د.مهاتير محمد: «ليت أمتنا الإسلامية تهتم لما هو أنفع لها حكاما ومحكومين للثروات البشرية والطبيعية علما وتعليما لمجاراة واقع العالم تقنيا وتصنيعا وتميزا، وإنجازا»، وذلك بدلا من طرح قضايا وأمور وروايات سلبية ثانوية لا تعني سوى الفتنة والتناحر والتنازع فيما بين الأخوة الواحدة وتشتيت وتفريق شملها وقوتها المطلوبة لها وشعوبها، كمحاربة المخدرات وترويجها والتعليم وتطويره، والعلاج وتحديثه والتصنيع وطاقاته، وثروات الطبيعة والبيئة، وغير ذلك كثير، لنقطع الطريق على أعداء هذه الأمة العريقة وإرهاب عدوها أفضل بكثير من الوقوف على صغائر الأمور وتوافهها!
ختاما: نبارك للعالم كافة عاما ميلاديا جديدا 2021، عساه أفضل من سابقه، يا رب العالمين.