يا رب ألهمنا «الرشد» – بقلم : يوسف عبدالرحمن
وأنت تقرأ في يوم الجمعة سورة «الكهف» ولك الأجر والمثوبة، أريدك أن تتوقف عند الشيء الذي طلبه أصحاب الكهف حين آووا إلى الكهف وهم في شدة البلاء والملاحقة من القوم الظالمين.
لم يطلبوا النصر ولا الظفر ولا التمكين لكنهم سألوا الله عز وجل الرشد.
قال تعالى: (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا).
وأنتقل معك عزيزي القارئ الى النقلة الثانية: كلنا نتذكر ونحن نقرأ القرآن ماذا طلب الجن من ربهم حين سمعوا القرآن أول مرة!
(إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به) سورة الجن.
وما زالت هناك درر قرآنية توصلنا إلى الرشد، خذ مثلا في قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
تعالوا معي في عصف ذهني نسأل: ما هو الرشد؟
الرشد هو باختصار شديد:
– إصابة الحقيقة.
– السداد.
– السير في الاتجاه الصحيح.
أيها المواطن الكويتي: ادع معي أن يرزقنا الله (الرشد).
فإذا أرشدنا الله عز وجل إلى الرشد ضمنا إصابة الحقيقة والسداد والسير في الاتجاه الصحيح.
دعونا على مدار الوقت نردد: (..وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا)، هذا يعني أيها الكويتي المواطن والمقيم أنه بالرشد نختصر كل مراحل المعاناة ونستخلص العبرة وتتعاظم النتائج. ارجعوا إلى سورة الكهف ولنتوقف مع حوار موسى عليه السلام والخضر حيث طلب الأول من الثاني فقط رشدا!
(هل أتبعك على أن تعلمني مما عُلمت رشدا)؟
اعلم عزيزي القارئ الكريم في كل مكان عندما يهيئ الله (سبحانه وتعالى) أسباب الرشد لنا، فإنه قد هيأ لنا أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي، ولهذا دعونا نقول ونردد: اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا.
ما أحوج حكومتنا الرشيدة وإخواننا أعضاء مجلس الأمة إلى تدبر معنى الرشد!
٭ ومضة: في مسابقة وضعت لها الجوائز، طلبت أفضل إجابة لهذا البيت الشعري:
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
أمن حرقة النار أم من فرقة العسل؟
فأجاب بعض الشعراء:
أن السبب هو الألم من حرقة النار، وأجاب آخرون أن السبب هو من فرقة الشمع للعسل، ولكن أحدا لم يحصل على الجائزة.
وما أن بلغ الخبر أحد الشعراء المعروفين حتى أجاب بقوله:
من لم تجانسه فاحذر ان تجالسه
ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل
وفاز شاعرنا!
٭ آخر الكلام: نعم عزيزي القارئ الكريم: ان سبب بكاء الشمع هو وجود شيء في الشمع ليس من جنسه وهو الفتيلة التي ستحترق وتحرقه معها!
٭ زبدة الحچي: خلاصة مستفادة من الآيات التي ذكرتها وأبيات الشعر التي عرضتها عليكم، نتوصل إلى حقيقة لا غبار عليها وهي باختصار: علينا انتقاء (نواب الحكومة ونواب مجلس الأمة) حتى لا نحترق بسببهم ونبكي يوم لا ينفع الندم.
أكرر: من لم تجانسه فاحذر أن تجالسه!
أذكر: ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل!
تذكرون سور الصين العظيم؟
الصينيون القدماء عندما فكروا في بناء سور الصين العظيم انشغلوا كثيرا في أمر بناء السور ونسوا بناء الحارس!
يطرح البعض منذ سنوات فكرة إسناد رئاسة الحكومة لرئيس وزراء من الشعب.. هل من الممكن أن يكون ذلك حلا لتراكم المشاكل؟!
نحن أحوج ما نكون لتجربة تؤمن التجانس والمجالسة والإنجاز بعدما أضعنا الكثير من الوقت.
في أمان الله.