صوت أبناء جابر الكويت – بقلم : سهام حمد السهيل
تمر السنوات، وتبقى الذكريات، ففي الذكرى الخامسة عشرة لرحيل أمير القلوب الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، فقدت الكويت الحاكم الخامس عشر أمير العمل الإنساني صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه.
15 عاما مرت بقيادة حكيمة سارت على النهج الذي رسمه أمير القلوب، 15 عاما ولم تغب مآثره وإنجازاته ومساعيه التي عادت بالكويت بعد تعرضها من الغزو الغاشم.
سمو الشيخ جابر الأحمد ـ طيب الله ثراه ـ ترك الأثر الطيب في نفوس الشعب الكويتي لمواقفه العديدة مع الكثير من القضايا المجتمعية.
إن 29 عاما انقضت بحكم (بابا جابر) طيب الله ثراه كانت ما بين مد وجذر وما بين قضية وأخرى وما بين حادثة وثانية ولكنها كانت جميعها مصاعب وعثرات تصدى لها الأمير الراحل بكل حكمة وبكل مشاعر الأب الخائف على أبنائه، وتجلى ذلك الحب في العديد من تلك الأزمات سواء كان انفجار المقاهي الشعبية أو اختطاف طائرة الجابرية أو كاظمة وكانت أكبر تلك الأزمات وهي الغزو الغاشم واحتراق ما يزيد عن 730 بئرا نفطيا والتي تركت الكارثة البيئية التي مازالت تعاني الكويت من آثارها الصحية حتى الآن، ولكنها جميعا كان يتصدى لها الأب الذي يحمل هم حماية أبنائه وبرا بقسمه بالحفاظ على حماية أرض بلاده واستقلالها، فكان يجتازها بقوة إيمانه بربه وحب شعبه له وحكمة بطانته الصالحة.
وعلى المستوى الشخصي كان لي موقف ترك أثرا في نفسي وهو لقائي واثنين من إخوتي مع سمو أمير القلوب الراحل عندما كنت في الصف الثاني الثانوي لنقدم له كتابا تاريخيا عن حكام الكويت، فكان لقاء أبويا وبمشاعر الحنان والكلام الأسري ولم نشعر لحظة بأننا أمام حاكم، بل كان فعلا أميرا بأسلوبه وحديثه، وأثناء الغزو الغاشم جاء دورنا في إيصال صوت الحق للعالم عن طريق نشرة سرية خاصة في المقاومة الكويتية باسم «صوت أبناء جابر الكويت»، لنؤكد أنه لا حاكم للكويت إلا جابر الأحمد.
وها نحن في الذكرى الخامسة عشرة لرحيله نستقبل رفات 13 شهيدا ومن قبلهم 7 شهداء بعد ما يقارب 30 عاما من الغياب، ولكن لأننا منذ ذلك الوقت وضع الكويتيون قضية العثور على الأسرى الشهداء من أولويات قضاياهم ولن يألوا جهدا لرجوع آخر رفات شهيد ليحتضنه ثرى بلادهم الطاهر، ثرى الكويت الغالية، رحم الله شهداءنا الأبرار، ورحم أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد، وعضيده في فترة توليه الحكم سمو الشيخ سعد العبدالله، وأمير الإنسانية الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد – طيب الله ثراهم جميعا.
ونسأل الله السداد والتوفيق لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وعضيده سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.
وحفظ الله الكويت وشعبها وكل من يقيم على أرضها من كل مكروه.