توطئة1: الصحافة كما عرفتها ومارستها وتعلمتها انها فن كشف الحقيقة.
***
توطئة 2: كل صحافي إعلامي ولكن ليس كل إعلامي صحافيا، الإعلامي قد يكون كاتب رأي أو مذيعا او معد برامج او حتى شخصا يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الصحافي هو من يتقن فن استخراج المعلومة وكشف الحقيقة ومعرفتها وتقديمها وهذه مهنته، وكنت اقول لبعض المسؤولين من باب النصيحة الا يعادي صحافيا لأن الصحافي قادر على نبش وزارتك وماضيك كله والخروج بحقائق لا تود لأحد الاطلاع عليها.
***
بالنسبة للمسؤولين الوزراء ومن في حكمهم والنواب والمرشحين فإنهم يرون ان الاعلامي هو اي شخص يتكرر ظهوره في التلفزيون سواء كان مذيعا او ضيفا على برامج، وعلى أساس اعتقادهم الخاطئ يقومون بالاستعانة بهم كـ «مستشارين اعلاميين»، وهذا مبدأ خاطئ بل كارثة، ولو كان هذا الامر صحيحا لكان توم وجيري الاحق بأن يكونا مستشارين اعلاميين في الوزارات والهيئات الحكومية، فهما أكثر شخصيتين تكرر ظهورهما على التلفزيون.
***
اذكر ان أحد الوزراء استعان بمذيع ليعمل كمستشار اعلامي وكان كل دوره هو التنسيق مع الجهات الاعلامية، وقلت للوزير ان ما يفعله هو التنسيق، أي أنه ليس بأكثر من موظف اتصال فقط او كسكرتير اعلامي لك، ولكنه لا يقدم مشورة اعلامية لا لك ولا للهيئة ولا حتى يمكن ان يكتب خبرا واحدا فهو ليس صحافي، لم يستمع الوزير لنصيحتي وربما اعتقد انني اسعى الى المنصب، حتى جاء اليوم الذي تسبب عمل المذيع المستشار بكارثة اعلامية و«جاب العيد» في الوزير والهيئة.
***
وكالة الأنباء الكويتية (كونا) كمثال سقطت في فن التحقق من المعلومة في نقل تصريح لوزير الصحة قبل شهر، وكانت كارثة لأنها ليست فقط وكالة الأنباء الرسمية بل لأنها واحدة من أعرق وأكفأ وكالات الأنباء في العالم العربي، وأذكر أن الزميل غنيم الزعبي يومها كتب يطالب «كونا» بتعيين صحافيين كويتيين، وذكر اسمي واسم الزميل رشيد الفعم، كأسماء مقترحة لنكون ضمن طاقم الاستشارة الإعلامية في الوكالة.
***
أحد المرشحين في الانتخابات الماضية ارتكب خطأ قاتلاً بالاستعانة بإعلاميي وسائل التواصل بدلا من الإعلاميين الحقيقيين وأعني الصحافيين، نعم يمكن لإعلاميي وسائل التواصل أن يروجوا لك ولكنهم لا يستطيعون أن يدلوك على الطريق الصحيح للوصول إعلاميا أو حتى طريقة تصدير صورتك بشكل صحيح فسقط سقوطا مريعا.
***
توضيح الواضح: عندما تسافر في طريق سفر تصحب معك شخصا يجيد السوالف ويونسك، ولكنه لا يستطيع ان يدلك على الجهة التي تقصدها، نعم ستستمتع ولكنك ستضيع.. وهذا هو الإعلامي بمفهوم الوزراء والقياديين يبحثون عمن يكثر ظهوره عبر الشاشات اعتقادا انه سيفيدهم رغم انه لن يدلهم على الطريق الصحيح فهو ليس اختصاصه، ويمكن ان تصطحب «دليلة» عارفاً بالطريق ويمكن ان يوصلك الى جهتك دونما ادنى مشكلة وهنا تختار الصحافي.
