ممارسات غير مألوفة للديموقراطية – بقلم : هند الشومر
سيتوقف العالم مليا عند ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية داخل الكونغرس ولا أعني سجالا أو مناقشات، ولكن أعني صور المحتجين الذين دخلوا إلى قاعات الكونغرس بطريقة غير مألوفة والتي تعتبر غريبة على المجتمع الأميركي وهو يمثل أكبر دولة في العالم.
وقد تختلف التحليلات حول ما حدث والمنفذين والمحرضين والدوافع والتداعيات بعيدة المدى ولكن المفاجأة وهول المشهد تجعل من الصعب إصدار أي أحكام الآن حول ما حدث في أكبر دولة بالعالم والتي تقود العالم تحت شعارات حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان والأشكال المتعددة للممارسات الديموقراطية من جميع الأطراف.
وسيبقى هذا الحادث المثير لفترة طويلة موضوعا للتحليلات والاجتهادات وعنوانا لفصل جديد من كتاب الديموقراطية الذي نشرته الولايات المتحدة الأميركية وقامت بتسويقه جيدا على جميع دول العالم ثم أصبح الآن من الصعب قبول ما حدث كأحد الممارسات الديموقراطية مع صعوبة الاكتفاء بالتعليق بأنه شأن داخلي ولا جدوى لتدويل التفكير والتحليل لأبعاده المختلفة.
وعلينا أن نترقب تداعيات ما حدث على تسويق المبادئ بالطريقة الأميركية مثل تسويق الوجبات السريعة التي تسببت في ارتفاع معدلات أمراض المدنية الحديثة والتي يصعب الحد منها أو منع تسويقها.
وإذا تخيلنا أن المشهد الذي حدث في الكونغرس الأميركي قد حدث في إحدى دول العالم الثالث، فماذا سيكون التفسير والتداعيات ومن سيدفع الثمن؟
ولكن يبدو أن الانتخابات بشكلها الحالي لم تعد الطريقة المثلى للتعبير الحقيقي عن إرادة الشعب مهما كانت الانتخابات ومهما كان الشعب. وقد يفسر المشهد عن التفكير في أساليب أخرى للممارسة الديموقراطية والتعبير عن إرادة الشعوب تعبيرا حقيقيا خارج إطار الصناديق.