..ورحل «المعالج» الزوجي! – بقلم : يوسف عبدالرحمن
روعتنا «الكورونا» في زمنها، ففي كل يوم نفقد عزيزا علينا، نودعه عن بعد!
انتشر خبر وفاة الأخ الأستاذ محمد رشيد العويد (أبو البراء)، وتداول الناشرون مآثر هذا الفقيد الذي كان طبيبا ومعالجا وناصحا ومؤلفا وقاضيا في قضايا إصلاح ذات البين، فهو الطبيب المختص بهذا الأمر دون منازع، ذو القلب الناصح التقي والخلق الرضي والنفع الجلي.
وهكذا يرحل عزيز جديد في هذا الزمن الكوروني مودعا أحبابه، فمن هذا الذي هز (الميديا) بالأمس خبر وفاته؟
من هو محمد رشيد العويد؟
هو سوري الأصل تخرج في جامعة حلب 1971 ليسانس في اللغة العربية وآدابها ودراسات عليا في جامعة عين شمس في مصر 1974 ثم الدكتوراه الفخرية في الجامعة الدولية في القاهرة 2014.
برز في الكويت كمصلح اجتماعي بين الأزواج وله في الإعلام الكويتي من صحف ومجلات الكثير من المقالات والبحوث والدراسات حول قضايا الاختلافات الزوجية وإصلاح ذات البين، وله ايضا مقابلات وبرامج موجهة في هذا السياق، فكم من الأسر أصلح، وكم من الكتب ألّف وخرجت إلى النور وأثرت المكتبة العربية الاجتماعية.
كان يحمل شخصية متصالحة مع النفس، وكان لبقا كيسا أنيقا أحبه المجتمع الكويتي وقربه منه، فكانت له مكانة طيبة بين مختلف شرائح الناس في الكويت لطيب معشره وصدقه صلاحا وإصلاحا ولا نزكي على الله أحدا.
نعم.. أرثي اليوم أحد أساتذتي الذين تعلمت منهم؛ لأنه باختصار أجاد النصح والحديث، فجزاه الله خيرا عما قدم خير الجزاء وأوفاه، وعظم الأجر لأهله وأنجاله وإخوانه وأصحابه ومعارفه وأخلف على الأمة خيرا بفقده، فنعم أبو البراء كان، رحل لينضم إلى من أحبوه وأحبهم، مصداقا لقوله تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
ومضة: رحل من كنا نحبه، رجل القيم والمبادئ والخلق، صاحب القول الحسن والفعل الحسن، عرفته وأنا مدير للإعلام بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وتعاونت معه في «مجلة العالمية» ليتخصص في نصح الأسرة والأزواج، واستمر تعاوننا في «الأنباء» وكثيرا ما نشرت له جديده في «الأنباء» أو ما كنت أكتبه في صفحة يوم السبت بعنوان: «الاستراحة» وقد أخذت منه موضوعات كاملة ضمنها كتبه ومحاضراته، فما بخل علينا بعلم ولا نصيحة، أكثر من ثلاثين عاما تعاملت معه فوجدت فيه الأخ والناصح والموجه الراقي في حديثه وأسلوبه ونصحه وأثره، وهو بحق نعم المعلم والموجه والناصح.
آخر الكلام: ما أروعه عندما يتحدث تلفازيا أو عبر الأثير أو يخاطبك في محاضرة أو ندوة خاصة في قضايا إصلاح ذات البين ومحاولة ترميم العلاقات الزوجية أو تربية الأطفال، وعندما ينصح بخبرته وأدبه الجم وعباراته الرشيقة التي تجبر الخواطر وترضي المشاعر الأسرية.
زبدة الحچي: رحلتي معه طويلة وعجيبة أتذكره وأترحم عليه، وهكذا يا أبا البراء مضيت الى الآخرة في الزمن الكوروني 1442هـ – الموافق 2021م، فما أجمل أن يكون للإنسان هدف نبيل يسعى في حياته ليحققه، وها أنت تحصد دعاء كل من عرفك من الأسر والأفراد، وأنت تتنقل في الإعلام من التلفزيون الى الإذاعة ومن المؤتمر الى الندوة والمحاضرة والمنتديات لتؤدي دورك الاجتماعي والنفسي في إصلاح ذات البين.
رحمك الله أستاذي وموجهي وصديقي (أبا البراء) العزيز، طبت حيا وميتا، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
لقد كنت لي على الدوام نعم المستشار والصاحب والموجه والناقد والمشجع.
لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار.. وتسقط دمعات!
ويبقى النبيل نبيلاً في حياته ومماته وقد كنت.
..في أمان الله.