هكذا تكلم السيد فضل الله – بقلم : الشيخ احمد حسين احمد محمد
السيد محمد حسين فضل الله أيقونة الاعتدال الإسلامي الحقيقي، قائد ذو تجربة عريقة وعميقة في الحياة وفي الفكر والعطاء الإنساني، سأجعله يتكلم إليكم ناصحا أمينا فأنصتوا إليه:
1- إن الحياة لا تتحمل الحقد، والحقد موت، والمحبة حياة.
2- الإنسان تحدده آية قرآنية: (إذ قال ربك للملائكة إني خالقٌ بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)، هو قبضة من الطين تربطه الأرض ونفخة من روح لله تحلق به في رحاب الله.
إن هذا التزاوج بين الطين والروح هو الذي جعل الطين يتروّح وجعل الروح تتجسد، وهو الذي يجعل من الإنسان إنسانا يملك مسؤولية خلافة الله على الأرض على أساس علاقته بالأرض ووعيه للأرض وفهمه للأرض (وعلَّم آدم الأسماء كلها)، وهكذا ينطلق في خلافته للأرض لينتج للأرض ثقافتها وحركيتها وعلاقتها وأوضاعها وخصبها ورخاءها ويفجر ينابيعها ليحلق بالأرض إلى السماء لتقف الأرض بين يدي الله لتتحول إلى سماء في الروح، وبذلك فإنني لا أفهم الإنسان إلا من خلال أنه يعيش إنسانيته في الانفتاح على الله وفي التحرك في خط المسؤولية بحيث يعيش العطاء في كل طاقاته.
3- إن الإنسان عقل وقلب وروح وإرادة وحركة، وبالعقل ينتج الفكر وبالعقل تنتج العاطفة وبالروح ينتج الإيمان وبالإرادة وبالحركة تنتج الحياة.
إن هذه الإنسانية التي تتمثل فيها هذه المفردات هي (الفطرة) التي تجعل الإنسان ينفتح على الله وينفتح على الحياة من خلال الله، ولهذا فإنني أعتقد أن الإنسان إذا فكر بإنسانيته أو بفطرته فإنه يلتقي بالحقيقة ويلتقي بالإنسان الآخر ويملك أن يحاور الإنسان الآخر وأن يتعاون معه.
4- إن المشكلة في كثير من الناس أنهم يعيشون الركام الذي يتجمع فوق الإنسانية ما يجمعه الإنسان من أطماعه وأحقاده ومن الأمور الضيقة التي يعيش فيها، إن مشكلتنا هو هذا الركام المتخلف في أحجاره وفي تعقيداته الذي يجثم على الفطرة فيحجبها عن الانفتاح على الله وعلى الحقيقة.
لذلك، كنت أدعو إلى أن يعيش الإنسان إنسانيته، وأن يتخلص من كل هذا الركام الذي يطبق على عقله ليجعله ضيقا متخلفا ويطبق على قلبه ليجعله حاقدا ويطبق على روحه ليبتعد بها عن عالم السماوات ويطبق على إرادته ليضعفها وعلى حركته ليؤطرها بإطار لا يتسع للإنسان وللحياة.
5- الزمن ليس مجرد لحظات تمر، لذا حاول أن تملأ الزمن بكل معاني إنسانيتك حتى يتحول الزمن إلى حياة يمنحها الإنسان للآخرين.