وطارت #اللجنة.. فجأة! ،،، بقلم/ إقبال الأحمد
أتمنى من كل قلبي انه في حال قررت الحكومة تقليص أو إلغاء بعض المؤسسات أو الهيئات أو اللجان الدائمة او غير الدائمة، ألا تكون بطريقة مررت بها قبل سنوات.. سأحكيها لكم. كان ياما كان.. لجنة اطلق عليها اسم «لجنة تصحيح المسار الاقتصادي».. وكان يترأسها السيد الفاضل فوزي السلطان.. تضم مجموعة من المستشارين والخبراء وعددا من الموظفين المنتدبين من جهات حكومية أو بصفتهم الخاصة. استمر العمل في هذه اللجنة فترة غير قصيرة تزيد على السنة أو أكثر.. قُطع خلالها شوط لا بأس به من العمل الجاد والنشط.. وغالبا ما كانت اللجنة تستعين بالخبرات العالمية مثل البنك الدولي للاستفادة من خبرات هذه الجهة العالمية. وكوني رئيسة المشروع الاعلامي باللجنة.. فقد كنا نستقبل وفودا اجنبية ممثلة بالبنك الدولي التي كانت تساهم في الدراسات ووضع خطط التنفيذ مع تقديم كل النتائج المتوقعة حسب مراحل التنفيذ. وكما نقول نحن الكويتيين، وفد جاي ووفد رايح، ودراسات جاية ودراسات رايحة.. حتى امتلأت المكاتب بالدراسات الجميلة والمجدية التي لو نفذ ربعها آنذاك.. لكان وضع الدولة اليوم مختلفا بشكل كامل. وفي احد الأيام كنت متجهة إلى العمل هناك.. وما ان دخلت المكتب الذي كان موقعه في مجمع الوزارات باعتباره تابعا لوزارة المالية، فوجئت بمن يخبرني انه تم حل اللجنة فجأة من دون أي سابق إنذار أو حتى إبلاغ لرئاسة اللجنة الممثلة في السيد فوزي السلطان. وعندما سألت كل من في العمل عن اسباب الالغاء.. لم اصل إلى من يملك اجابة ولو بكلمة واحدة.. فقد اجمع الكل أنهم لا يعرفون الاسباب وانهم فوجئوا بقرار الغاء او حل اللجنة. وبعد فترة طويلة ولانني كتبت عن هذه اللجنة.. فوجئت باتصال من أحد المواطنين الذي أبلغني وقد عرف من كتاباتي عن اللجنة أنه عثر على كراتين ملقاة تحت احد سلالم وزارة المالية آنذاك، تتضمن كل الدراسات التي دفع عليها مئات الآلاف من الدنانير! أدعو ربي اليوم، ألا تكون أي خطوة تجاه حل أو إلغاء أي جهة حكومية أو شبه حكومية الا بعد أن تتم دراسة سبل الاستفادة من كل اعمالها السابقة، فهذا النوع من التخبط واللامبالاة كان بداية الانهيار عندنا. جمعت اوراقي وتوجهت إلى البيت وكلي حسرة على ما تم إنجازه وكل الجهود التي بذلت في سبيل الوصول إلى النتائج الجميلة انذاك. واليوم انا ارفع يدي متضرعة الى الله الا يكون غيري قد مر بنفس تلك التجربة الكئيبة والمحزنة.. التي اهُدر فيها الجهد المخلص والمضني.. والمال الذي انفق مقابل كل ما تم انجازه طيلة فترة العمل في تلك اللجنة!
إقبال الأحمد