#التجارة في المصاحف والكمامات ،،، بقلم / أحمد الصراف
كتبت قبل أيام عن جمعية «خيرية» تبيع المصاحف وتوصلها لمن يريد، مع الإهداء، مقابل دينار واحد. وتطرقت في المقال نفسه إلى صراع الأحزاب الدينية على الدجاجة التي تبيض ذهباً، وما أكثر هذا الدجاج، ومنها الأوقاف وهيئة طباعة القرآن، التي فشلت على مدى 10 أعوام في طباعة نسخة قرآن واحدة، بالرغم من عشرات الملايين التي أنفقت عليها، ولم يحرك هذا التقصير الخطير ضمير أي مسؤول، ونتمنى على وزير الأوقاف (يا مطوطي بجليب) حل الهيئة التي قامت، وللمرة الثانية قبل بضعة أسابيع، بشراء 69 ألف مصحف من «مركز محمد بن راشد» في دبي مقابل 90 ألف دينار، علماً بأن السعودية توزع المصاحف مجاناً، والجمعية الخيرية أعلاه تبيع النسخة بنصف ذلك تقريباً! كما اكتشفت أن وزارة «البيض الذهبي» سبق أن أسست «مركز الكويت للاقتصاد الإسلامي» عام 2004، وأعتقد أن 95% من المواطنين (حسب نسبة المويزري) لم يسمعوا به، ولا بالهدف منه!
*** وفي نفس اتجاه التكسب من الأمور الدينية، قام أحدهم بالاتفاق مع شركة اتصالات لإرسال الرسالة التالية للمشتركين: «… أدري الحياة متعبه أحياناً لكن هل جربت الحياة يومياً مع القرآن؟ كل يوم نعيش مع آية قرآنية كل يوم نذكّر أنفسنا بالجنة ما عليك سوى الاشتراك معي في رسائل «افتح قلبك للقرآن»، لتنضم إلى أكبر مجتمع قرآني عبر الرسائل القصيرة. الرسالة اليومية ستكلفك فقط 65 فلساً يومياً. عجل وأرسل حرف «ف» إلى الرقم 90991. التوقيع: أخوكم ف.س.ك!!
*** اتصلت بشركة الاتصالات المعنية، واستفسرت عن الموضوع فقيل لي بأن العملية تجارية وليس هناك ما يمنعها. فهم يستقطعون أجرة الرسالة من المتصل، ويحولون الجزء الأكبر من الـ65 فلساً لصاحب المشروع، وعليك الحساب! كما اتصلت بوزارة الشؤون فقيل لي بأن الموضوع يتضمن «مخالفة»، ولا أدري ما حدث بعدها.
*** هذا النوع من المخالفات وتقاعس هيئة طباعة ونشر القرآن مثال صارخ ومبك على مدى تسيب الأمور في بلد كان رائداً في كل شيء تقريباً، فكيف لدبي أن تزودنا بالمصاحف، وكنا قبلها بسنوات نرسل لها الورقة والقلم والكتاب المدرسي! لماذا تمكنت من إحراز هذا التقدم الواضح في مجالات عدة، وما نزال نحن نعاني من النهب والعبث والتسيب والاختلاس في معظم مؤسساتنا الحكومية، ولا عين مسؤول دمعت على وضعنا ولا قلب وزير حزن على بؤس حالنا؟
*** ملاحظة: انتشر فيديو يبين قيام الحرس الوطني بإنتاج الكمامات، فهل يعني ذلك أن ذراعها الأمنية والعسكرية ستمتد لإنتاج مواد أخرى؟ قد يكون لهم أسبابهم، ولكن علينا التوقف عن الحديث عن دعم وتشجيع المنتج والمصنّع الوطني، ولست هذا ولا ذلك. أحمد الصراف