لبنان كان مصيف الخليجيين… جو جميل، ومتعة المنظر تسر الناظرين… وشعب طيب يرحب بالسياح كل ترحيب… لبنان كان بلد الثقافة والحرية والرأي والرأي الآخر.. ثم دخل في نفق الصراعات الداخلية الحزبية والطائفية والإجرامية… ودخل فى الصراعات الدينية.. ونقل بعض العرب صراعاتهم السياسية الى داخل هذا البلد الجميل، فدمروه. سيطر ياسر عرفات على لبنان، ودمره واحتله حافظ الأسد واستعمره وعذّب وذبح في شعبه، فأي شخص يرفع صوته ضد الأسد يكون في اليوم التالي في فم الأسد وبين أنيابه، يفتك به، ولا ننسى ما حدث لسليم اللوزي وكمال جنبلاط وغيرهما. وها نحن نشاهد لبنان الجميل في قاع المستنقع، وها هي الجمهورية اللبنانية تكاد تعلن إفلاسها… والكل يعلم ان الحل الوحيد هو اعتزال رموز السياسة العمل السياسي، ودفع دماء شابة جديدة تقود مسيرة النهضة، شباب لم تتلطخ ايديهم بالدماء والرشاوى والمخدرات والعمالة… وعلى حزب الله الذي يهيمن على الساحة اللبنانية ان يضع مصلحة لبنان والشعب اللبناني قبل مصلحة إيران.. وعليه ان يكون حزبا لبنانيا ذا مرجعية إسلامية وليست مرجعية فارسية ايرانية… بهذا يكون لبنان زرع قدمه في الموضع السليم. ما يحدث في لبنان قد يحدث لنا بالكويت… ما ان نخرج من صراع حتى ندخل في صراع آخر، صراع حكومي، وصراع برلماني، وصراع من اجل النفوذ، وصراع من اجل المال العام، وصراع من اجل المناصب، وصراع من أجل الكرسي… هناك من يرتبص بنا… وهناك من يريد القضاء علينا… وهناك من يحاول بكل الطرق القضاء على الديموقراطية والحرية والامن والامان لانه يشعر انها تهدد كيانه. وهناك فئة من بلدنا قد باعت ضمائرها واخلاقها وارواحها للغير، كسبا للمال ونشر اللغط والقيل والقال ضد الكويت وشعبها، وتحديدا ضد المتدينين الإسلاميين، وهم مكون اساسي من مكونات هذا الوطن… ولعل ما نشرته جريده العرب وليس ما قالته عنا ببعيد.. «نحن في موقع جغرافي حساس وخطير وملتهب، وبسهولة جدا التهامنا»، ولنا تجارب سابقة، ايها الكويتيون انتبهوا لقد دمروا لبنان والعالم كله يتفرج… فلا نريد ان يقوم احدهم بتدميرنا ونحن نصرخ ولا من مجيب…اذا ضاع البلد، فلن نعود.. فهل نتعظ جميعاً. أ.د. عبدالله محمد الشيخ
