الأقوال.. في حياتنا! – بقلم : يوسف عبدالرحمن
في حياتنا أقوال جميلة تنم عن معنى جميل أو حكمة نرددها وربما لا نفكر بقائلها وهدفه.. فلنفكر!
التعليم في زماننا (تعليم صچي) خرّج قيادات ورموزا وكواكب مجد من الرجال والنساء، وكان أساتذتنا الكرام لا يبخلون علينا بروح وريحان الكلمات والعبارات، إشعاعات من الكلمات، تتوسد جلابيب اليقين في ذاكرتنا وهي اليوم (أيقونات) نستضيء بنور من مشكاة من أعطي جوامع الكلم.
تذكرون معي ونحن على مقاعد الدراسة كيف استقبلنا قوله صلى الله عليه وسلم واثقا من ربه ومن نفسه: «يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته، حتى يظهره الله أو أهلك فيه».
ما أكثر الأقوال والكلمات التي حفظناها عن ظهر قلب من معلمينا الأوابد أصحاب القلوب البيضاء والنفوس الأبيّة التي ترفض (الدروس الخصوصية)، محروسة بإيمانهم ورسالتهم من كل وسوسة شيطان مارد، وكان شعارهم الدائم: (ربنا ظلمنا أنفسنا) وما أحلى كلامهم وهو كلام لا يرد إيحاؤه بل يستعصي طلابه إلا من كوة صوامع الإيمان إذا طلع نجم الهمة في ظلال ليل البطالة وردفة قمر العزيمة أشرقت أرض القلب والنفس بنور ربها!
عبارات أساتذتنا ومفكرينا في الزمن الجميل الذي انقضى عبارات وأقوال وجمل تكوينات حروفها (لغز) يرتدي ثوب الاباء لمن لا يشاكلونهم في المعنى والمبنى فتضيق بهؤلاء (أرض الفطرة) الرحبة القابلة لما يغرس فيها.
هي غرس إيمان وتقوى وحلاوة أبدية لا غرس جهل وهوى وثمر مر المذاق والطعم كالعلقم!
كانوا ومازالوا يملكون (الكلام) ويتحدون مقاصده، هم الفطرة السوية التي ذكرها القرآن الكريم منيرة قبل الشرائع يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار!
الأقوال المتداولة في حياتنا صيد غال وفائدة عظيمة تحيي القلوب وتنير الدروب وتصلح ما في النفس من العيوب!
أخي القارئ الكريم: إن الحياة الحقيقية هي حياة القلوب، يقول الله في كتابه العزيز: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
وتبقى الأقوال الجميلة في بطون الكتب وذاكرة الإنسان، واليوم صاحبنا (قوقل) سهّل كل أمر صعب وأخرج لك الأقوال في روابط متى ما أردتها وجدتها، يقول الشاعر:
أتاك حديث لا يُمل سماعه
شهي إلينا نثره ونظامه
إذا ذكرته النفس زال عناؤها
وزال عن القلب المعنى ظلامه
اليوم أمامك مئات الآلاف من الأقوال وأعذب الكلمات من أقوال الخلفاء الراشدين أو العلماء القدامى مثل ابن القيم الجوزية وابن قدامة وأقوال سماحة المشايخ عبدالعزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين، وغيرهم!
٭ ومضة: تريد الاستمتاع والفائدة عليك بكتاب «رياض الصالحين» فهو كتاب جامع ويصدق عليه تسمية «رياض الصالحين» ففيه من كل زوج بهيج، فيه أشياء كثيرة ومسائل علم ومسائل الآداب وأقوال لا تكاد تجدها في غيره.
٭ آخر الكلام: الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه له من الأقوال ما تعجز المحابر عن كتابته ورصده وعرضه، يقول في البخل: البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن من حجته والمقل غريب في بلدته، والصبر شجاعة والزهد ثروة والورع جنة.
– من صارع الحق صرعه.
– القناعة مال لا ينفد.
– الغيبة جهد العاجز.
– القلب مصحف النظر.
– استنزلوا الرزق بالصدقة.
– الهم نصف الهرم.
– ينزل الصبر على قدر المصيبة.
٭ زبدة الحچي: قال ابن القيم رحمه الله: الفتنة كير القلوب ومحك الإيمان بها يتبين الصادق من الكاذب!
وقال بعض السلف: احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون!
وقال ابن القيم: أصل كل فتنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع والهوى على العقل!
وتبقى الأقوال الحكيمة مادة أساسية في أحاديثنا نضربها استشهادا بمواقفنا!
في أمان الله..