للإعلام أغراض أخرى.. أحياناً – بقلم : عادل نايف المزعل
عرف الإنسان منذ فجر التاريخ الإعلام واستخدمه في جمع أفراد القبيلة لينجيهم من الكوارث وهجوم الأعداء، وذلك باستخدام النيران أو النفير، ومع تقدم الحياة تغلغل الإعلام في حياة الإنسان بصوره المسموعة والمقروءة والمرئية، وأصبحت وسائل الإعلام تصل إلى كل إنسان وفي كل مكان، ولعظم أهمية الإعلام أعطته الدول مساحة كبيرة من اهتمامها وسخرت العلم ليحمل رسائل الإعلام لكل مكان وينقل الحدث فور وقوعه، حتى أصبح الإعلام أحيانا يتدخل في صناعة الحدث وليس فقط نقله.
فالإعلام أصبح يصنع الرأي العام ويوجهه الوجهة التي يريدها المسؤولون، وكما يقال يمكنه أن «يحول التراب إلى ذهب» والحدث البسيط إلى كارثة كونية، والمرض إلى وباء عالمي، وهو يصنع أبطالا ويحول جبناء إلى أساطير ويصنع نجوما، ويشكل الجبهات المؤيدة بقرارات الغش والتدليس والضياع، وقد يحول المرتشي إلى منعم معطاء، والفاسد إلى رجل البر والتقوى.
ونحن هنا في الكويت اكتوينا بنار الإعلام السابق الموجه الذي حول صدام حسين إلى بطل أسطوري حامي البوابة الشرقية للوطن العربي الكبير الذي يمتلك ثالث جيش بالعالم من حيث المدد والعتاد، وظل الإعلام ينفخ فيه حتى صدقنا نحن العرب طهارة مسلكه وشريف أغراضه، وضحكت عليه دول الغرب حتى تحول إلى الكويت يغزوها وكشف عن وجهه الحقيقي القبيح، وعلى الرغم من وضوح مقصده، إلا انه سخر الإعلام ليطبل لغزوه للكويت ويصور أنها الطريق إلى تحرير القدس.
رفقا بنا واحتراما لعقولنا فقد شاهدنا من قبل أسطورة الجيش الذي لا يقهر مرتين مرة في العراق ومرة قبل السادس من أكتوبر، وقد تهاوى في المرتين الجيش العراقي والجيش الإسرائيلي، وثبت لنا جميعا أن الإعلام في بعض الأحيان كاذب.
ونحن هنا بالكويت الرسائل الإعلامية تدخل إلى كل بيت بمصداقيتها وأيضا بأكاذيبها فمن يحميها من الغول المفترس الذي يفسد الأخلاق ويلغي القيم ويهمش الآخر ويحول الموبقات إلى قيم وموضة وآخر الصرعات من يحمينا من طوفان الأكاذيب التي تبثها البرامج الموجهة!
من يحمينا من الغزو الفكري الذي يفسد العقيدة ويتجرأ على القرآن والسُنة، وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار؟، من يحمينا من سموم الفتنة الطائفية التي تزرعها وتبثها بعض القنوات التي لا هدف لها إلا ضرب الوحدة الوطنية في الكويت وتقسيم المجتمع الكويتي المسالم إلى سنة وشيعة وبدو وحضر، وبذر بذور الشقاق وتحويل الكويت إلى ساحة معركة وأجندة تنفذ من الخارج تحقيقا للفتنة والقيل والقال؟ من يحمينا من بعض المسلسلات الهابطة التي يدعون أنها مسلسلات كويتية وهي لا تمت إلى المجتمع الكويتي بصلة لا العادات ولا التقاليد ولا باللهجة الكويتية التي أصبحت بالمسلسلات كأنها قرقيعان؟ نحن جميعا مستهدفون بقوتنا وقيمنا وديننا فلننتبه جميعا لمقاصد هؤلاء، فأهدافهم واضحة لكل من يملك بصيرة ورؤية واضحة.
قال الشاعر:
عليك بالصدق يا مخلوق يا إنسان
بالصدق تكسب رضا الباري وغفرانه
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل ومكروه، وأكرمنا بزوال الوباء والمرض عن جميع دول العالم. اللهم آمين.