نبدأ من إسقاطه على الماضي في أوروبا، حيث كان حلفاء الأمس هم «قساوسة الكنيسة» الذين كان يهيمن على معتقدات الأفراد وردود أفعالهم وقراراتهم والتي كانت تمارس دور جماعات الضغط على الحاكم باسم الشعب والكنيسة حتى أتى التغيير وانتهى عهد الكنيسة مع انتشار الفساد فيها وظهور عصر النهضة.
ومع ظهور عصر النهضة خرج ميكافيلي الذي جعل البناء الأساسي لمنظوره هو الطباع والنفس البشرية التي تنطلق من قاعدته «الغاية تبرر الوسيلة».
والذي يعتبر من صناع علم الاجتماع السياسي الذي قدم كتاب «الأمير»على أساس اجتماعي سياسي وفصل بين العاطفة والسلطة.
ومن حيث كان عنوان المقالة نعود «حلفاء الأمس»..
في علم الاجتماع السياسي، هناك ما يسمى بجماعات الضغط التي دائما ما تكون لهم السلطة الخفية في إدارة المشهد السياسي من خلال الإعلام والمال وأدواتهم الفاعلة في السياسية بتغيير المزاج الشعبي على الحكومات!
ومع تحرر الإعلام الذي أصبح في يد الشعوب وتطور الثقافة السياسية للمجتمعات أفقدت «جماعات الضغط» إحدى أدواتها الرئيسية التي انعكست على العناصر الأخرى، فأصبحت الشعوب هي التي تقود المشهد السياسي، ويتضح هذا من خلال فقدان الأمان الذي كانت تمنحه قوى الضغط للحكومات.
وبهذا، فإنه على مر التاريخ لم تكن هناك تجارب مشابهة لما تواجهه الحكومات في الواقع اليوم مع تمدد الإعلام والثورة في عالم المعلومات!
فهل أتى الوقت لكي تتحالف الحكومات مع الشعوب المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد؟!
ومن منهم يستطيع أن يقدم الأمان للحكومات؟!
