شهد القطاع الصحي في دولة الكويت بالأعوام الأخيرة مخالفات مالية جسيمة بناء على تقارير رسمية، منها ما يتعلق بنفقات علاج المواطنين بالخارج، ومنها التلاعب بالمناقصات وهدر الأموال العامة، وغيرهما. وحالياً قام معالي وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح بتحويل مسؤولين بالوزارة إلى النيابة العامة، للتحقيق معهم بشبهة هدر للمال العام. وقد تمت الإحالة بسبب «تعاقدات وقعتها وزارة الصحة مع 19 شركة لتوريد مستلزمات طبية عاجلة أثناء أزمة كورونا». وبينت المصادر أن «ديوان المحاسبة سجل ملاحظات تخص تلك العقود تحت طائلة المادة 52 الخاصة بالمخالفة المالية لأحكام القانون رقم 30 لسنة 1964، حيث يجد الديوان أن هذه العقود تتضمن مخالفات». ومن هذه الملاحظات نعلم أن وزارة الصحة تعاقدت مع 19 شركة لتوريد مستلزمات طبية عاجلة أثناء «أزمة كورونا»، وتشمل المستلزمات الطبية أجهزة لجميع العمليات الجراحية، الأجهزة والمعدات والمواد الطبية، بالإضافة إلى الأدوية والعقاقير والمعقمات الطبية، كالكمامات والقفازات والملابس الواقية، الحقن وغيرها. فأي من هذه المستلزمات الطبية التي احتاجتها دور الرعاية الصحية (مستشفيات ومستوصفات) وبكميات كبيرة من 19 شركة؟ وبصفة عاجلة أثناء «أزمة كورونا»؟ وماذا كانت مصلحة هؤلاء المسؤولين في إتمام هذه التعاقدات؟ لقد أحسن معالي وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح بتحويل هؤلاء المسؤولين إلى النيابة العامة، وعدم التستر على أمور الفساد، وكذلك كفى فخراً لوزارة الصحة تميز مركز التطعيم في مشرف بجهود متكاملة وتنظيم رائع. وكذلك وجب علينا تقديم الشكر لمعالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، قيامه بإنهاء جميع التعيينات الإرضائية التي تمت قبل تسلمه كرسي الوزارة، كما أن الوزير المطيري شدد على الوكلاء المساعدين بضرورة وضع «جدول زمني للمشاريع المنوطة بكل قطاع على حدة، مع توضيح أبرز المعوقات والمشكلات التي تعوق تنفيذ أي من هذه المشروعات، لا سيما المدرجة ضمن الخطة التنموية للبلاد، والتي تأتي ضمن رؤية الكويت 2035». كما أعلن الوزير المطيري عن «إحالة نائب مدیر عام وكالة كونا والفریق المعني بنشر أخبار خاطئة إلى التحقيق لمحاسبة المقصرين لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً». إننا نطالب جميع الوزراء والمسؤولين في الحكومة بالاقتداء بهذين الوزيرين فيما فعل كل منهما، فهذه هي تطلعات الشعب الكويتي الأصيل الذي يبذل قصارى جهده لإعمار الكويت وحفظها من الفساد والقضاء على الفاسدين. أ. د. بهيجة بهبهاني
