بقلم : يوسف عبدالرحمن
y.abdul@alanba.com.kw
بالأمس تسمرت شعوب العالم في بلدانها أمام أجهزة التلفاز والوسائل المختلفة لمشاهدة تنصيب الديموقراطي جو بايدن الرئيـــس الـ 46 للولايات المتحدة الأميركية!
بالأمس استرجعت 3 زيارات لي إلى الولايات المتحدة (1993 – 1995 – 1997)، وقد كتبت العديد من الاستراحات والمقالات عن هذه الزيارات التي أعطتني فكرة واضحة وحقيقية عن أميركا التي يصفها البعض بـ«الجنة والنار»!
كثيرون كتبوا عن أميركا منهم سيد قطب وعادل حمودة، وكلاهما كتب فكره وعدد أوجه أميركا والمعلومات الخاصة بها، غير أن كتابة سيد قطب كانت مبكرة في 1948 من خلال بعثة تعليمية من قبل وزارة المعارف المصرية، وأعتقد أنها كانت بهدف مخطط لإبعاده عن كتابة المقالات التي كانت تزعج الملك فأرادوا التخلص منه وإبعاده عن القصر!
أما الصحافي عادل حمودة، فقد كتب عن أميركا كتاب «أميركا الجنة والنار»، وتناول في مقالات كثيرة الأوضاع الأميركية، خاصة عن هيلاري كلينتون، وأتذكر أنه أدين عام 2007 مع 3 رؤساء تحرير بغرامة قيمتها 20 ألف جنيه لتطاولهم على الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، غير أنني في عام 1993 اشتريت كتاب «أميركا الجنة والنار» لعادل حمودة من مكتبة مدبولي، والذي صدر في الثمانينيات، وهو كتاب من نوع أدب الرحلات ويستحق والله جائزة على إصداره لأنه كتب بلغة ساخرة وعرض لأميركا في كل أوجهها بعيون صحافي مصري عربي.
بالأمس شاهدنا وكالات الإعلام كلها ترصد التجربة الأميركية خاصة مع وصول أول نائبة لرئيس أميركي كامالا هاريس التي أدت القسم لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول (امرأة) نائبة للرئيس (وهنا لي مداخلة: أميركا بكل تاريخها اليوم فقط تختار امرأة نائبة للرئيس)، وهذا تمهيد للسنوات القادمة التي قد نشهد فيها وصول أول امرأة إلى سدة الحكم والرئاسة، وهذه المداخلة للنساء العرب!
بالأمس أجواء التنصيب تعطي المشاهد (دينامية الديموقراطية الأميركية) بروتوكولات وأجندة جميلة تتخللها وقفات وكلمات، خاصة أن القسم عمره الآن 127 عاما، وتخلف ترامب عن حفل التنصيب قلل شعبيته إلى الحضيض لتصرفاته الصبيانية وغير المقبولة!
٭ ومضة: تابعت كلمة الرئيس جو بايدن، والذي ركز فيها على الوضع الداخلي خاصة بالتطرف السياسي الأبيض والإرهاب المحلي!
أعجبني اختيار قاضية من أصل لاتيني تلقن اليمين والقسم لنائبة الرئيس التي ترجع أصولها لغير العنصر الأبيض فهي ملونة ومن أصول هندية، ولفت الرئيس أوباما الأنظار عندما قال لها في تغريدة جريئة: حان وقتك!
٭ آخر الكلام: مشاهدة رؤساء الولايات المتحدة يحضرون حفل التنصيب كل منهم مع زوجته يمثِّل الأعراف الأميركية العريقة، وغياب ترامب أفقده البقية الباقية من سمعته المعطوبة!
٭ زبدة الحچي: العالم بحكامه وشعوبه وإعلامه رحب بانتقال السلطة في أميركا، وكل العرب يقولون منذ نزوله الانتخابات سيكون جو بايدن صديقا للعرب والمسلمين، وهو القائل علانية: أنا صهيوني ولد صهيوني ولد صهيوني!
المشهد الأميركي لا يتكرر في هذا العالم، فبينما الرئيس الأميركي دونالد ترامب يغادر مع أسرته البيت الأبيض يصرح: سنعود بطريقة أو بأخرى! بالله كيف؟
ابنة ترامب (تيفاني) تنهي رئاسة والدها بإعلان خطوبتها على شاب من أصل عربي لبناني اسمه مايكل بولس! ترامب يعفو في آخر قرار له بالبيت الأبيض عن 73 شخصا، وأنصاره يهتفون: اعدموا بنس!
شيخنا العود أمير التواضع هنأ جو بايدن ونائبته بمناسبة تنصيبهما، وأكد تطلع الكويت الدائم إلى تعزيز أواصر الصداقة والارتقاء بأطر التعاون بين البلدين.
وكذلك بعث سمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد ببرقية تهنئة الى رئيس الولايات المتحدة جو بايدن وإلى نائبته كامالا هاريس ضمنهما تمنياته لهما بالتوفيق والسداد.
كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقيات تهنئة مماثلة.
هكذا هي أميركا بديموقراطيتها، فماذا سنشهد خلال السنوات الأربع المقبلة؟
٭ صبراً.. الصف الأول: عيالنا في الصف الأول في مواجهة جائحة «كورونا» أثبتم للعالم أجمع أنكم عند الشدائد يعوّل عليكم ويعتمد على صبركم وأناتكم وحسن تدبيركم، ونلتم رضا شعبكم، أما المكافأة فسيكون صرفها من رب رحيم كريم يعرف ماذا قدمتم وكيف صبرتم وماذا حققتم يا عيال الديرة، ومن معكم ممن عزز دوركم ومسيرتكم من إخوتنا المشاركين غير الكويتيين، قواكم الله.. وصبراً آل الصف الأول!
حتما سيلتفت إليكم من يهمه أمركم وعاجلاً غير آجل.. قولوا: يا رب!
في أمان الله..
