أولويات تتعطل ،،، بقلم : سعود السعيدي
بينما ارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة والتي تجاوزت 60% من اجمالي الناخبين في ظل انتشار الوباء العالمي (كورونا)، وللسعي الجاد من الشعب الكويتي كافة في اختيار ممثلين الأمة وفق ما تتطلبه المرحلة القادمة من معايير لرجال دولة قادرين على حل القضايا السياسية، والحد من الفساد المنتشي في الدولة، بالإضافة إلى إقرار التشريعات اللازمة التي يحتاجها كل انسان على أرض دولتنا الحبيبة الكويت.
وبينما كانت المطالبات الشعبية بأولويات واستحقاقات واضحة لمجلس 2020 تأتي في مقدمتها (تعديل النظام الانتخابي – القوانين المرتبطة بالحريات – المصالحة الوطنية – التركيبة السكانية – تعديل اللائحة الداخلية للمجلس) على أن ترى النور خلال دور الانعقاد الحالي، إلا أن ما يحدث الآن هو هدر للوقت من عمر المجلس.
والتساؤلات هنا:
– هل التصعيد السياسي في الوقت الحالي يأتي بحلول سريعة تنهي الأزمة السياسية ؟
– هل التصعيد السياسي يمنح مجلس الأمة القدرة على انعقاد الجلسات لإصدار التشريعات اللازمة دون حضور الحكومة ؟
– في وجود أغلبية متناسقة لأعضاء مجلس الأمة تعمل بتطبيق الدستور واللائحة الداخلية هل يستطيع رئيس مجلس الأمة تكرار أساليب مجلس 2016 دون الرجوع للأعضاء وتطبيق الدستور واللائحة الداخلية ؟
من وجهة نظري التعطيل الحالي للجلسات هو هدر للوقت وتصعيد للأزمة السياسية بينما ينتظر الكثير من الشعب الالتزام بالأولويات وسن القوانين.
ونرى أنه بعد جدال التصريحات الواسع الذي سبق جلسة الثلاثاء ١/١٩ وبين تفسير مواد اللائحة الداخلية لصحة عقد جلسات المجلس إلا أنه لم تعقد الجلسة لعدم حضور الحكومة مما يزيد التعطيل والتفاؤل ينقص.
أضف إلى ذلك رئاسة المجلس مسألة انتهت بتاريخ ١٢/١٥ والشعب هو من يحكم على الوعود المزيفة من الأعضاء والتعامل مع واقع الرئاسة هو كما قال السيد العضو الفاضل أسامة المناور في الجلسة الافتتاحية “احنا ابتلينا فيك وأنت ابتليت فينا”.
وأولى الخطوات للاتجاه الصحيح هي تعديل النظام الانتخابي كاملاً سواء في توزيع المناطق على الدوائر وعدد الأصوات.
حصادنا من الصوت الواحد هي جهود فردية شلّت أعمال المجلس والمطالبات المستحقة، كما أبطأت عملية التنمية مع انتشار الفساد بشكل ملحوظ في غالبية مؤسسات الدولة، لذا المطالبة مستحقة بتعديل النظام الانتخابي نظراً للحاجة لعمل برلماني جماعي للإسراع من عجلة التنمية لنرى” كويت جديدة “
الحكومة القادمة
أخيراً … إن أردنا رؤية الحلول المرجوة يجب جلوس الأعضاء على طاولة الحوار مع الحكومة القادمة والتنسيق على حل المطالب المستحقة وفق أوقات زمنية محددة، وأختم بكلمات الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه عندما قال عن الازمة الخليجية ” تلقينا رداً من قطر، وهي مستعدة للجلوس على طاولة الحوار لبحث المطالب ” وذكر رحمه الله أيضاً ” في الأوضاع الحالية يجب أن نتناسى كل الخلافات “
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان في ديارنا … وبيوتنا … ونفوسنا …
سعود السعيدي