التوتر البرلماني – الحكومي – بقلم : الشيخ احمد حسين احمد محمد
لن أتناول التوتر بتوتر، فلا نفع في ذلك البتة، لكن يجب أن نقول كلمات في ظل هذا المشهد المؤسف المؤلم وهي كلمات لا نبتغي منها إلا الخير للبلاد والعباد:
1- يجب أن يكون التصالح سيد الموقف، وذلك لأن المصالح المشتركة لبناء وطن واحد ركائز لا يختلف عليها أحد من أبناء هذا الوطن الجميل والمصالح ليست كلاما فضفاضا، بل إن قوام المصالح يبنى على اليقين، فللسياسة يقينها الذي يجب أن نفهمه لكي لا تتحول السياسة إلى نار تحرق كل من يلمسها ولو من بعيد.
2- إن علاج الفساد هو القضية المركزية لنا اليوم نحن أبناء هذا الوطن، سواء كنا من فريق الحكومة أم من فريق البرلمان، لأننا كلنا مواطنون تنعقد الآمال علينا لإصلاح الوضع الراهن، ومن هنا فإننا نؤكد على التركيز على بدء طرح خيارات حقيقية وعملية لتفكيك الأزمات لإيجاد أجواء صحية وذلك يحتاج إلى طرق مبتكرة وخلاقة يكون مسارها في لاءات ثلاث: لا لوم، لا اتهامات، لا غضب.
3- بناء الحوار بدقة وجعله أساسا للقرار السياسي والابتعاد عن الحفلات الإعلامية التي لا تبتغي الخير لا للبلاد ولا للعباد وما دمنا نعيش في مجتمع يصدق كل ما يرى ويسمع لابد أن ننبه على ضرورة التبين وتعقل أي خبر، لاسيما الأخبار التي تهدم العلاقات الإنسانية والسياسية واستذكر هنا قول أمير المؤمنين علي عليه السلام «اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية»، لأن هذا التعقل يرتكز على فهم لحقيقة ما حولنا وفقا لمعطيات من الواقع وليس مجرد تخمين مبني على هوى مسبق أو يخدم أهواء مقبلة.
4- المواقف يجب أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل والصدق والصبر وترك الخداع والغضب والتصرف بعدوانية وتنمر على الآخر، ويقول علي عليه السلام «صواب الرأي بالدول يقبل بإقبالها ويذهب بذهابها».
5- لا أعتقد أننا إذا خرجنا في صباح كل يوم إلى أعمالنا سنبتهج ونفرح بما نشهده من مظاهر واضحة للكسل والتقاعس وعدم الانتظام في العمل وغيرها من صغار الأمور، فضلا عن أكبر الهموم وقد يسري اليأس والتذمر في النفوس لكن كل ذلك لن يعالج أي خلل بل سيزيده، لذلك ابدأ أنت بضبط استقبالك لأي خبر أو لأي ثرثرة متذمرة وتجاهلها، وحاول أن تدقق في كل ما يرد إليك، وليكن شعورك منضبطا وشعارك الصدق وحب هذا الوطن وبذل العطاء له بإخلاص.