السلطات الصحية.. استقروا على رأي – بقلم : خالد العرافة
السلطات الصحية هي المسؤولة عن إدارة المشهد الذي نعيشه بسبب جائحة كورونا، وهي التي تضع الخطط والتصورات لعرضها على مجلس الوزراء تمهيدا لتطبيقها على أرض الواقع.
كل يوم تفاجئنا بقرارات صادمة عن هذه الأعداد من المصابين بسبب عدم وجود رؤية ثابتة، واضحة للتعامل مع الأزمة منذ بدايتها، ومازلنا نعيش حالة التخبط التي تتسيد الموقف لدى متخذي القرار، تارة نجدهم يعلقون الرحلات، وتارة يسمحون بفتح المجال الجوي، وأخيرا تحذير المواطنين بعدم السفر مع فتح المطار في تناقض واضح لم نجد له إجابة.
كلما استقرت الأوضاع الصحية في البلاد، وتمت السيطرة على الإصابات نجد أصحاب القرار وهم بعض المسؤولين في «الصحة» يصدمون بقراراتهم المزاجية التي تفتقر إلى الدراسة المتأنية التي تستند الى الدليل والبرهان والحجة لتطبيقها.
الأسبوع الماضي وجهت سؤالا إلى المسؤولين في الوزارة حول الأسباب وراء زيادة أعداد الإصابة خلال الأيام الماضية، وتمنيت منهم توضيح الأسباب الحقيقية بشأن ذلك في مؤتمر صحافي إذا كان الأمر متعلقا بفتح الأجواء خصوصا بعد اكتشاف حالات مصابة بالفيروس المتحور على متن الرحلات الجوية الأخيرة، أم أن هناك أسبابا أخرى نجهلها، جاء رد بطريقة غير مباشرة يجيب عن تلك التساؤلات بأن هناك تعليمات من السلطات الصحية والإدارة العامة للطيران المدني صادرة إلى «الكويتية» بتقليص عدد الركاب على رحلات الوصول إلى الكويت اعتبارا من 24 يناير حتى 6 فبراير ويستثنى من هذا القرار ركاب العمالة المنزلية وركاب الترانزيت.
التقليص وفق ما هو مذكور شمل أعداد الركاب، فما المقصود بركاب الترانزيت؟ هل هم القادمون أم ماذا؟ والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الاستثناء إذا كان معظم القادمين على تلك الرحلات من الدول الموبوءة وعالية الخطورة بمعدلات الإصابة، كما أن إجراء التقليص هل هو مطبق على جميع الخطوط أم على «الكويتية» فقط ولماذا؟ علما بأن هناك خطوطا أخرى تنقل قادمين من دول الإصابة بها مرتفعة جدا لم نسمع عن شمولها بقرار التقليص.
مثل تلك التعليمات بوجهة نظري ترهق كوادرنا الطبية التي تحملت كثيرا بسبب هذه التخبطات التي شهدناه منذ مارس الماضي وحتى اليوم.
كان الأولى على السلطات الصحية قبل إصدارها لمثل تلك التعاميم أن تراجع خططها وتستفيد من أخطائها السابقة التي سبق أن سمحت بفتح المجال لدخول عدد من الرحلات مع بداية الأزمة وبعد غضب الشارع أغلقت المطار بعد أن ثبت زيادة الحالات من قبل القادمين للبلاد، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تحملونا المسؤولية دائما بسبب أفكار وخطط وفشل بعضكم، كيف تسمحون برحلات الترانزيت بالدخول إلى الكويت كاملة العدد وتقلصون أعداد الركاب العاديين رغم أن الفيروس واحد وخطورته أكثر مع الرحلات القادمة عبر الترانزيت خصوصا من الدول الموبوءة ؟.
أرجوكم فكروا قليلا لأن تصرفاتكم غير الصحية ستعيدنا إلى المربع الأول.. ومنا إلى من يهمه الأمر.