الشاعرة الشيخة د ..سعاد الصباح بحد ذاتها تاريخ ممتد على بساط زمني يناهز الخمسين عاما، تاريخ قائم بأبعاده الشخصية لها والأدبية والعلمية بآثارها وأثرها بما قدمت للساحة الأدبية العربية كشاعرة أديبة من جهة وكناشر وصاحبة أكبر دار نشر عربية غير ربحية من نوعها.
هذا التاريخ الممتد الذي نختزله اختصارا باسم د.سعاد الصباح اليوم بل منذ وقت تمارس كتابة التاريخ، فها هي تقدم المؤلف التاريخي بعد الآخر بقلمها بدأتها قبل 26 عاما عندما قدمت كتابها التاريخي الأول «صقر الخليج: عبدالله المبارك الصباح» وبعدها والتي أعتقد أنها فترة ممارسة كتابة التأريخ للشيخة سعاد بدأت التوثيقات التاريخية تلك لابنة الأسرة تتوالى فمن كتاب «الشيخ مبارك الصباح مؤسس الكويت الحديثة»، مرورا بكتاب «تاريخ عبدالله مبارك الصباح في صور» انتهاء بكتابي «الكويت في عهد عبدالله بن صباح» و«الكويت في عهد محمد بن صباح»، وأخيرا كتابها «الكويت في عهدي الشيخ جابر بن عبدالله الصباح، وصباح بن جابر الصباح».
***
ومن خلال بحث وتتبع التسلسل الزمني لفترات الحكم التي تناولتها الدكتورة في الكتب الثلاثة الأخيرة وشخصيات الحكام نجد أنها تحاول تغطية ما يمكن أن تطلق عليها سنوات مظلمة أو مبهمة من تاريخ الكويت قامت الدكتورة بإعادة تسليط الضوء عليها وترتيبه ليكون إضافة للمكتبة التاريخية الكويتية وليس مجرد أبحاث للنشر.
***
والاستغراب هنا أن كتبا بهذا الأثر وهذه القيمة البحثية كان الأجدر على جامعة الكويت الاحتفاء بها بل واقتنائها، لا بل أكثر من ذلك كتب بهذه القيمة والأثر وفي بلد يبحث له عن أي موقع تاريخي منصف، لا بد أن تدخل هذه الكتب أو مختصر لها ضمن مناهج التدريس في كلية الآداب، فما قدمته الشيخة سعاد في تلك الكتب ليس رأيا أو سردا قصصيا بل توثيقا تاريخيا جاء نتاج بحث علمي بين الوثائق والكتب وجمعت الفترات لحكام الكويت بطريقة علمية.
***
فعلا أستغرب كثيرا أن جامعة الكويت ومنذ توالي إصدار الشيخة لتلك السلسلة لم تتحرك باتجاه الاحتفاء العلمي بها رغم أن قسم التاريخ دون غيره يعلم يقينا فقر المكتبة التاريخية لمثل هذه الكتب سواء في نوعيتها أو قيمتها أو حتى لغتها الأدبية.
***
الكتاب الثالث الذي تصدره الشيخة الدكتورة سعاد الصباح ويؤرخ لسنوات لم تؤرخ بهذا التفصيل او الدقة من قبل لتاريخ الكويت، كما قلت إن المعنيين الآن في الأمر جامعة الكويت فلا يعقل أن قامة أدبية بحجم الدكتورة سعاد الصباح وبلغتها الأدبية وبحثها العلمي الرصين تقدم هذه الكتب ولا تقوم كلية الآداب بالاحتفاء بهذه الإصدارات التي تعتبر إرواءً لمكتبة عطشى لمثل هذه النوعية.
***
الدكتورة سعاد الصباح لن تذهب إليكم لتقدم لكم نتاجها لا لتقيموه ولا لتقتنوه فهذا دوركم انتم في اقتنائه والسعي إليه.
أعلم أن هذا الأمر فات القائمين في جامعة الكويت ولكن من باب التذكير جاء عتبي في هذه المقالة.
