نصب واحتيال إلكتروني – بقلم : حنان بدر الرومي
يسعى ضعاف النفوس المحتالون من عشاق المال دون بذل أي جهد حقيقي من أجل الوصول إلى مبتغاهم على حساب الناس وبكل الطرق والأساليب وبحيل متجددة تتماشى مع كل التغيرات التكنولوجية والصحية والاقتصادية وغيرها، هؤلاء المحتالون يستهدفون الناس من كل الأعمار ومستويات الدخل ومن كل الخلفيات، لذلك أصبح كل شخص في هذا الزمن معرض لعمليات الاحتيال البسيطة والمعتادة أو المتخصصة بدهاء وتخطيط.
التطور التكنولوجي المستمر فتح باباً واسعاً عبر رسائل الواتساب والمسجات، فأصبحنا نعيش زمن طراروة التكنولوجيا، تصلنا وباستمرار رسائل يطلب أصحابها مساعدات مادية لأسباب متعددة إما لتأخرهم في دفع الإيجار أو لمرض رب الأسرة أو أحد الأبناء أو لدفع رسوم المدارس المتراكمة وأحيانا يطلب تجهيز عروس مع تحديد القياسات للملابس والأحذية، وقد يرفق مع الرسالة صور لأطفال أو بيت قديم متهالك وغيرها من الصور التي تثير الشفقة، هذه الرسائل لا تتبع أيا من الجمعيات المعروفة والمرخصة من وزارة الشؤون ولا تنسب لشخص معروف بسعيه في خدمة المحتاج والفقير بل تذيّل برقم هاتف ولقب لرجل أو امرأة مجهولين، وقد تكون الرسالة من دولة أخرى، جميع هذه الرسائل تصاغ بما يمس المشاعر الإنسانية والقلوب الرحيمة التي تندفع بنية صادقة لفك كربة هؤلاء المجهولين حتى لو كلفهم مبالغ كبيرة.
أساليب الاحتيال للحصول على الأموال تمادت كثيرا في الآونة الأخيرة وانتقلت لخانة خطط عصابات متمرسة يتبعون كل الطرق والأساليب للحصول على الأموال منها ما ذكرناه سابقا باستجداء أصحاب القلوب الرحيمة، ومنها ما هو أشد مكرا ويكون برسائل من البنك الذي تتعامل معه تخبرك بحصولك على ترقية لبطاقتك الائتمانية ويطلب منك الاتصال على رقم معين لاستكمال بعض الإجراءات بهدف الوصول إلى رقم الحساب السري قد يبشرونك بفوزك بمبلغ خيالي، عدا المكالمات المجهولة التي تنسب لجمعيات دينية أو شركات تروج لكتب دينية أو مصاحف وقد تتلقى مكالمات لأشخاص ينسبون أنفسهم لشركات معروفة ويقدمون لك عروض صيانة لأجهزتك الكهربائية أو السخان المركزي وحتى الأسانسير الذي في منزلك ويرسلون لك عقودا بها اسم الشركة وشعارها فلا يداخلك الشك بتاتا وقد يسعون للحضور إلى منزلك للصيانة ثم يقومون باستبدال قطع الغيار الأصلية بأخرى تقليد ويتسلمون أجرة القطع أيضا، والأدهى من ذلك مواقع في «إنستغرام» مصممة بطريقة احترافية لا تثير الشك لشركات نقل وتركيب الأثاث أو لصيانة الأجهزة الكهربائية والبوتاجاز وغيرها تتخلل البوستات التابعة للموقع آراء الزبائن المشجعة بينما في الواقع هي لمجموعة من المحتالين الذين يهمهم سرقتك.
عصابات احتيال منظمة ومن جنسيات متعددة داخل الديرة وخارجها، تسعى بأساليب مختلفة لاستغفال الناس، الأمر الذي يستدعي أن يحمى الإنسان نفسه من الوقوع في الاحتيال بالتيقظ والحذر ووضع احتمال دائم أنك وأهل بيتك قد تكونوا مستهدفين في أي لحظة، وأتمنى من وزارة الداخلية وبالأخص قسم الجرائم الإلكترونية تكثيف الحملات الإعلامية حول هذه المصيبة لتنبيه الغافلين وتوضيح ما يجب اتباعه عند وقوع المحظور.
حفظ الله الجميع وأموالهم من الاحتيال.