بقلم : يوسف عبدالرحمن
y.abdul@alanba.com.kw
نحن أمة تحكمنا شريعتنا الغراء، ولكننا لسنا بمعزل عما يدور في الحياة!
والحب معركة ضارية بين رجل وامرأة وأعجب ما فيها أنها تنتهي غالبا بانتصار الاثنين معا! دعوة من د.طارق الحبيب لدورة عن «أسرار الحب» عقدها في الزمن الكوروني إلكترونيا، وجدتني أحاول أن أنقلها لكم ونحن مقبلون على (عطلة الأسبوع) في ليلة خميس.
يقول د.الحبيب، وهو يأخذنا جميعا من واقعنا المر إلى عرش الحلم متسائلا:
العقل والقلب في الحب.. متى نقدم العقل على القلب؟
كم مساحة الحب في الارتباط الزواجي؟
الإنسان لا يحب حقا إلا حين يعلو على الإنسان!
من الجيد هنا ذكر حديث سيدنا ومعلم البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)!
الأوائل قالوا في الحب:
– وليم شكسبير: تكلم هامسا عندما تتكلم عن الحب.
– سيمون دي برافو: الحب تجربة حية لا يعانيها إلا من يعيشها.. الحب سلطان، ولذلك فهو فوق القانون!
– بيرون: قد تنمو الصداقة لتصبح حبا، ولكن الحب لا يتراجع ليصبح صداقة!
– أفلاطون: في الحب خطابات تبعث بها وأخرى تمزقها وأجمل الخطابات هي التي لا نكتبها!
– ماكس شلبر: استبعد من الحب كل نشاط إيجابي يهدف لتغيير المحبوب!
– باسكال: لا نستطيع أن نحب حبا كافيا إلا اذا أحببنا حبا رائدا!
– جورج صاند: كلما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة الى من نحب!
– سبنسر: الحب أقوى العواطف لأنه أكثرها تركيبا.
– ابن حزم: إن الحب أوله هزل وآخره جد، وإن معانيه من الدقة بحيث يصعب وصفها، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وإن الحب لا ينكره الدين ولا تحظره الشريعة لأن القلوب بيد الله.
ما الحب؟
سؤال يحاول د.الحبيب الإجابة عنه:
الحب نفسيا.. هو حالة عاطفية لها جذور في النظامين البيولوجي والاجتماعي لمجمل الكائنات الحية الراقية وهو اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في أصل عنصرها الرفيع.
إن سر التمازج في المخلوقات إنما هو الاتصال، وان المثل إلى مثله ساكن (هذا ما قاله الإمام ابن حزم)!
إذن الحب الحقيقي: انسجام رقيق بين حاجات حيوية وعواطف وجدانية!
الحب: حالة عاطفية عنيفة في انفعالاتها تتعايش في فوضاها المشاعر الحادة مع المشاعر الرقيقة، البهجة مع الألم، والقلق مع الطمأنينة، والايثار مع الغيرة، والسعادة مع الغم!
إذن الحب هو: الخبرة النفسية لحالة الاستثارة البيولوجية التي يمر بها الفرد نتيجة لقائه بشخص من الجنس الآخر يراه جذابا!
توصلت الدراسات الى أن هناك نظاما عاطفيا بين الجنسين يتشابه بآلياته السلوكية لدى البشر والقرود، ما دعا بعض الباحثين الى تعريف الحب بأنه: (ميل الكائن للاندماج بالآخرين من نفس نوعه)!
٭ ومضة: وماذا عن الحب الرومانسي؟
يبتسم كعادته د.الحبيب ويجيب بلغة العالم: الحب الرومانسي!
– اشتياق شديد.
– يتجنب الصراع ويتجاوز الأخطاء.
– الشعور بالتكامل.
– رغبة جنسية شديدة.
– عمره قصير.
أها.. وماذا عن الحب الناضج؟
– اشتياق أقل.
– عميق المعاني.
– تشابه كبير.
– يعالج الصراعات ويصحح الأخطاء.
– عمره طويل.
٭ آخر الكلام: أرجو إفهامي مكونات الحب دكتورنا!
يناظرني بنفس النظرة التي بها (حور المساءلة) ويواصل:
مكونات الحب هي:
التعلق والرعاية والألفة.
كم نسبة كل مكون لدي ولدى الطرف الآخر؟
ولهذا الأمر نظريات استثارة وتصنيف!
٭ زبدة الحچي: هذا الموضوع الحيوي يجتاح زاويتي ومساحتي وحتى أحاسيسي وانفعالاتي وكتابتي لكم، خاصة الفروق في أنماط الحب!
المرأة بطبعها تتجه نحو الحب الرزين المتضمن للصداقة أكثر من الرجل، ما يوضح (جليا) تمسكها بالأهداف الزواجية للحب!
فالمرأة أكثر عقلانية وأقل ميلا لحب رومانسي يغفل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية الواقعية، وهي لذلك تمارس مقدارا أعظم من السيطرة على عاطفتها!
الحب التملكي التواكلي أكثر حدوثا عند الإناث.
طبعا الدراسات والأبحاث ترفض القول: (الرجال أكثر رومانسية من الإناث في حبهم)!
لكن محصلة الدراسات تشير الى أن المرأة في سلوك الحب تختلف عن الرجل في أنها أكثر جدية وتعقلا ورزانة وتمسكا بالصداقة وبتحقيق هدف الزواج في كونها أقل اندفاعا ورومانسية واهتماما بالجوانب المادية.
وتبقى الحقيقة والواقع أن هناك أنماطا من الشخصيات في هذا الحب!
كل شخصية تتشكل ولها طريقها في التعبير عن الحب:
– الشخصية النرجسية والحب.
– الشخصية غير الواثقة والحب.
– الشخصية المزاجية والحب.
– الشخصية الهستيرية الاستعراضية.
– الشخصية القلقة.
قراءة أفكار د.طارق الحبيب في (أسرار الحب) ولهذا أعد القارئ بالعودة لهذا الموضوع الحساس، وأضيف أن الحب الحقيقي هو القيمة التي تغتني بنفسها وصاحبها عن كل قيمة!
أترككم مع عطلتكم في نهاية الأسبوع أعزائي القراء الكرام.
٭ مشاركة عزاء: أُعزي أخي وجارنا في منطقة القادسية حيدر محمد أشكناني بوفاة نجله حسن ضارعا للمولى عز وجل أن يوسِّع مدخله ويُكرم نزله ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ومثواه الفردوس الأعلى من الجنة.
إن مجتمعنا الكويتي يرفض ويدين بشدة ظاهرة ارتكاب مثل هذه الجرائم التي بها غدر والقانون يحكمنا جميعا، وآن الأوان أن ينشط مجتمعنا المدني بعمل حملات توعية في أوساط الشباب حول هذه (الخزة) والاحتكام للسلاح الأبيض، فحريتك تنتهي عند مس حرية الآخرين، والمرجو أن يهتم الإعلام بضرورة إيضاح جزاءات مثل هذه التصرفات العبثية ووقف الطيش الشبابي بسرعة الأحكام والقصاص.
في أمان الله..
