«المخدرات والعنف» في دائرة الضوء – بقلم : طارق حمادة
بين الحين والآخر نصدم بجريمة هنا وأخرى هناك ونلاحظ العنف المفرط واستخدام الأدوات الحادة ونجد شباباً في عمر الزهور وقد لحقت بهم إصابات بليغة وصولا إلى القتل طعنا أو دهسا الى جانب قضايا الاعتداء على رجال الأمن والاستهتار والرعونة وكل ما سبق ذكره لم يعد حكراً على بالغين، بل دخل الأحداث على خط التهور والعنف.
أتذكر حينما بدأت في التواصل مع إخواني المواطنين عبر نافذتي على الأمن في العام 2015 وتطرقت إلى ظاهرة العنف، وأشرت حينذاك إلى تزايدها وتمنيت ألا يتفاقم وجودها، خاصة الجرائم الواقعة على النفس والتي أصبحنا نراها الآن في صور كثيرة وترتكب لأسباب غبر منطقية ودون إدراك للعواقب الوخيمة على مستقبل الجناة والمجني عليهم أسرهم.
نحن أمام ملف خطير مرتبط بتزايد العنف وعدم احترام القانون وأتوقع انه حاضر أمام معالي الوزير الشاب الشيخ ثامر العلي، ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام، وسنرى في المنظور القريب خططا وانطلاقة لإعادة الهيبة للقانون وإنهاء الواسطات والتي هي برأيي من أهم أسباب ما نعانيه اليوم، وحينما يسأل سائل: ما مبررك بأن الواسطة إلى تلاشٍ؟! أقول له: انظر الى تطبيق القرعة في قبول الطلبة الضباط.
من يدقق في الغالبية العظمي من الجرائم يلحظ انها تُرتكب تحت تأثير المواد المخدرة او بسبب المخدرات مع التذكير بأن تلك السموم تهيئ من يتعاطاها بأن يحلّق ويعيش في غير عالمنا، لذا يكون تصرفه بخلاف الطبيعة الإنسانية وبعيدة كل البعد عن قيم التسامح والعفو وتجنب إيذاء الغير.
تعاطي المخدرات ليس مرتبطا فقط بقضايا العنف، بل لها ارتباط وثيق بقضايا السرقات وطلب الرشوة، والاستدانة وارتفاع في قضايا الطلاق.. إلخ.
إذا ما الحل؟ باعتقادي المطلوب أولاً ان نولي قضية المخدرات الاهتمام الكافي، ومتى ما تم الحد من انتشار هذه الآفة المدمرة ستنخفض بالتبعية ليس فقط قضايا العنف بل الجرائم الأخرى، ندرك كم الجهد الذي تبذله قطاعات وزارة الداخلية خاصة قطاع الأمن الجنائي واللواء محمد الشرهان لمجابهة هذه الآفة، والضبطية التي أثلجت صدري وصدر كل مخلص تلك المتعلقة بإحباط ضخ 200 كيلو حشيش الى البلاد، هي خير دليل على هذا الجهد، ولكن أطمح في المزيد والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الاتجار بتلك السموم او تهريبها وتواكب ذلك عقوبات رادعة ورفض أي واسطة لتجاوز القانون حتى إن كانت مخالفة مرورية.
أيضا الأسرة مطالبة بتوجيه الأبناء ومعرفة من يصادقون، لأن الصاحب ساحب، وترسيخ الوازع الديني، وأتمنى من دور إدارة الإعلام الأمني ومن العميد توحيد الكندري زيادة الجرعات التوعوية للتوضيح بخطورة المخدرات وقضايا العنف.
آخر الكلام
ضبط 4 حجّاب عرب في قضية مماثلة لما تم الإعلان عنها قبل أسابيع والمتعلقة بتسريب ملفات قضايا وتصويرها تدعوني إلى إعادة التذكير بخطورة تواجد وعمل العمالة الوافدة في الوزارات المهمة خاصة العدل والداخلية، ولابد من وقفة حيال هذا التواجد غير المبرر وسرعة إحلال العمالة الوطنية.