أقسم بالله العظيم أن قسماً كبيراً من الشعب الكويتي كله وعن بكرة أبيه.. سيقف وراء النائب مساعد العارضي ومن معه.. ومن قد يحركهم داخلياً أو خارجياً، وسنرفع اللافتات واليافطات وننظم الصفوف طولياً وعرضياً لننتشر بالشوارع.. نقف معهم ونصفق لهم وندعمهم بكل ما أوتينا من قوة، لو كان سبب استمرار عزم معارضتهم العتيدة وعدم تعاونها مع سمو رئيس الوزراء (رغم أنه حتى لم يعين وزراءه).. أكبر بكثير جداً من قانون العفو الشامل. لو كانت حجة العارضي ومن معه هي الخلل الاقتصادي وتأخر الحلول لهذا الخلل.. مما يهدد الملاءة المالية للكويت وانعكاس ذلك على سمعة وصورة الكويت عالمياً حاضراً ومستقبلاً.. لوقفنا كلنا شيباً وشباباً رجالاً ونساء خلف هذه المعارضة، التي جمعت اليسار مع اليمين والشمال مع الجنوب. السبب المباشر والأول والأخير كما يحلو لهذه المعارضة الإعلان عن عدم تعاونها مع رئيس الوزراء الجديد (وإن لم يكن جديداً)، واعتزام استجوابه لمجرّد أن اسمه سمو الشيخ صباح الخالد الصباح صاحب اليد النظيفة واللسان اللبق والذمة العالية.. هو موضوع العفو الشامل. أعرف أن سمو الشيخ صباح الخالد رئيس الوزراء غير كامل، لأن الكمال لله تعالى.. ولكننا إذا وضعناه في خانة المقارنة مع من سبقه وقارنا إنجازاته باتجاه علاج الفساد وتعديل الاعوجاج وتنظيف شيء من الفساد خلال الفترة القصيرة والظروف الصعبة التي تولى بها مسؤولياته.. أقول لو قارنا فترة مسؤولياته وإنجازاته لعرفنا أن من يتحين له وينصب له الشباك ويقف في طريق استمرار إنجازاته.. ليس في مصلحته كل هذه الإنجازات أو لنقل بوادر الإنجازات التي لا تصب في خانة مصالحهم أبدًا. لو حسبنا فقط عدد قضايا الفساد التي حولت للقضاء وحجمها ونوعها (وإن كانت ليست بمستوى الطموح) لعرفنا أنه تفوّق كثيراً على سلفه في هذه المسؤولية. نعم سمو رئيس الوزراء (ليس دفاعاً عنه لأنه لا يحتاجني أنا وغيري للدفاع عنه) جفّف منابع الاستغلال المالي، التي كان يعيش عليها بعض من يملكون القرارات وتسليك الطرق لهذه القرارات.. لأنهم يعرفون كيف يفتحون الأبواب لها وكيف يوصدونها بكل الطرق والوسائل. كان كثير من الصنابير مفتوحة يشرب منها هذا ويتلذذ بها ذاك.. حتى ان البعض أدمن الشرب منها.. فأصبح مدمناً لا يعرف إلا أن يبل ريقه منها قبل أن يتفوه بأي كلمة. نعم توقف الصرف اللامشروع وتوقفت المساومات.. فجن جنون البعض.. وزاد التخبّط والتلطيش هنا وهناك. خراب ثلاثين عاماً وأكثر لا يمكن أبداً أن يصحح بسنة أو اثنتين.. ولكننا يمكن أن نقول إن إدارة عجلة الإصلاح والتنظيف وحدها فقط تحتاج إلى بضع سنوات. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلب من أي رئيس وزراء جديد إنهاء كل ملفات الفساد والاقتصاص من كل أبطال قضايا الفساد وتعديل كل الاعوجاجات خلال عام أو حتى خمسة أعوام.. فما بالك بمن تسلّم مهمة صعبة وأرضاً صعب المشي عليها.. وهو حافٍ. نعم حافٍ.. لأن المسؤول مهما كان كبيراً أو بسيطاً يحتاج إلى من يسنده ويعينه ويقول له على الأقل شكراً. نحن هنا في الكويت، وكما وصفتنا إحدى الشخصيات الاجتماعية البارزة، قاسون جداً على بلدنا.. لأننا لا نرى سوى السلبيات فيه، ولا نركز إلا على العيوب والمشاكل.. أما كل جوانب الحياة الجميلة فيه فنحن أبرع من أن يشيح بوجهه عنها ويغمض عينيه أمامها. قلت مراراً.. إننا نساء الكويت دفعنا قبل سنوات ثمن الديموقراطية عندما كان مجلس أمتنا يقف حجر عثرة أمام حقنا السياسي، ويفشل المرة تلو الأخرى أي تصويت لإقراره حتى نجح الأمر أخيراً.. وبعدها أصبح صوت المرأة هو الغالي.. يا سبحان الله. ونحن اليوم أيضاً كشعب ندفع ثمن ديموقراطية مزاجية تضع أولوياتها حسب ما تستفيد هي منها وليس كوطن. حتى يتم تشريع قانون عندنا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخرج من مكتب رئيس وزراء أو وزير أو أي منصب عال من دون أن يقر وتتم الموافقة عليه داخل مجلس الأمة.. عكس الوضع في دول أخرى لا يملك أي شخص حتى أن يعترض عليها. ولك أن تتخيل لماذا يوافق هذا النائب عليه، ولماذا يعترض عليه الآخر.. وما هي سبل تغيير رأي هذا النائب أو ذاك. كل نائب عندنا له أسلوب بالتعامل معه.. كل حسب منظوره ورؤيته ومتطلباته. وعندما تكون الرئاسة سلسة وسهلة وتلبي المطالب يكون التمرير ولا أسهل.. أما إذا كانت الصورة معاكسة.. فلك أن تتخيل ما يجري بعدها. ملخص الموضوع.. علينا أن ندعم ونبرز أي إنجازات مهما كانت بسيطة وصغيرة تصب في مصلحة البلد وتنظيفه من كل أنواع الفساد وآفاته حتى نشجع من يواجهها منفرداً أو من خلال فريق بسيط أو كبير، ليستمر في معركته وليشعر أن هناك من يقدر أي مجهود يقوم به. للأسف دائماً وكما تعودنا.. ان الصوت العالي يلفت الانتباه ويثير القيل والقال.. وهذا أدى جزء كبير منه إلى وصولنا إلى الحال المؤسف الذي وصلنا له. لندعم كل من يعمل وينجز بهدوء، ولنقف وراءه ندعمه ونعينه، ولا ندخر جهداً في تمكينه من الشعور بأن هناك من يصفق له.. فيستزيد من هذا التشجيع الذي يكون وقوداً له للاستمرار بالعمل النظيف والمخلص. رئيس الوزراء أو غيره.. كل مسؤول مخلص يجب أن نقول له بكل طريقة وأسلوب.. وفقك الله.. امضِ قُدماً ونحن وراءك. سمو رئيس الوزراء وبعد تسميته رئيساً للوزراء وحتى قبل أن يباشر اتصالاته واجتماعاته لاختيار وزرائه.. لم يباشر.. يعلن عدد من النواب عدم التعاون معه..! بناء على ماذا هذا الإعلان؟! على قضية يعتبرها بضعة نواب وعدد من تابعيهم أولوية وطن.. في الوقت الذي يواجه فيه هذا الوطن قضايا اقتصادية مصيرية تحدد حاضر ومستقبل وطن وشعب وأجيال.. هذا هو ما يحصل عندنا للأسف.. وهذا ما يجب أن ننتبه له ونحتاط منه، لأن القادم صعب وأصعب مما نتخيل. إقبال الأحمد
