«دار ما دارج بحر.. فيلكا يا أحلى الجزر متعة للناظرين في روابيج الخضر» من أجمل الأغاني التي كانت تشير إلى معالم الكويت في العصر الذهبي وزمن الطيبين، «والله حلوة يا جزيرة لو مسافاتج صغيرة».. كلمات وصف بها الشاعر الراحل بدر جاسر العياف رحمه الله، وفعلاً هي كذلك بجمالها وبعادات وتقاليد سكانها السابقين. كانت آخر زيارة لي لهذه الجزيرة عام 1989 منتزه فيلكا برحلة عائلية نظمها والدي رحمه الله، وكنت صغيراً آنذاك، لكن ما زالت بعض الصور راسخة في ذهني، فقررت مع العائلة الذهاب إلى الجزيرة لاستعادة الذكريات الرائعة في هذا المتنفس، ولربما نجد مكاناً يلهو به الأطفال بعد أن تقطعت بنا السبل لإسعادهم في مدينة الكويت بعد إغلاق المدينة الترفيهية وحديقة الشعب وبقية الأماكن الترفيهية للأطفال والعوائل، وبعد عجز شركة المشروعات السياحية عن أداء دورها، علاوة على إغلاق المطارات بسبب الجائحة التي أحلت بالعالم والعقوبة غير المباشرة لمن يسافر (حجر 14 يوماً بعد العودة). فعند وصولنا إلى شاطئ الجزيرة، لفت انتباهي إعلان كبير كتب عليه «وناسة بيتش»، وخيم صغيرة جاذبة الشكل وإنارة خافتة رائعة تسر الناظرين، وعند وقوفي إلى جانب المرسى وصل إليّ أحد العاملين من الجنسية العربية، الذي فاجأني بسعر تذكرة الدخول للبالغين والأطفال 10 دنانير للشخص الواحد، والتذكرة لا تشمل إلا الجلوس على الطاولة فقط، مما آثار استغرابي هذا المبلغ الباهظ جداً، لكن وكلت أمري إلى الله وقمت بدفع المبلغ، ولكن أقولها وبكل صراحة لنترك التساؤل كيف حصل أصحاب المشروع على الترخيص؟ ونترك هل يحق لأي مواطن استغلال الأرض وإنشاء مشروع تجاري مماثل؟ المكان بلهجتنا العامية يسوى ويستاهل، فإن الكويت اليوم لا يوجد بها مكان أو متنفس للعوائل، فانصحكم بتجربة الرحلة إلى فيلكا. خالد عبدالرزاق الحسن
