إلى الذين يضخون للوطن جرعات إضافية في سلوك العزوف عن المصداقية والقبول، إلى الذين يتوجسون صورة نمطية سلبية جدا عن الوطن ورخيصة، ذلك من خلال زيفهم الذي يطربون به مسامعنا على الدوام، لاسترجاع ثقة المواطن الكويتي وهو في وسط معمعة الحراكات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، التنموية وحتى الثقافية.
نمطية سلبية غير مجديه، يجسدها بعض من أولئك الإعلاميين، والناشطين، والذين غالبا ما نراهم يزاحمون بعضهم بعضا في جميع مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يجسدها أيضا بعض من أولئك المؤثرين «الرويبضة» والسفهاء، المنافقين، السذج، الكاذبين، غير الواعين، المليئين بالنرجسية والتناقض، والذين من الصعب جدا معالجتهم! كونهم عبارة عن خليط لا وضوح لمكوناته، فنحن فقط نجدهم أمامنا الآن في الساحة يقومون بالخلط بين الحابل والنابل، ولم يعودوا يفرقون بين الصالح والطالح للأسف.
فهم فئة لم تأتي اعتباطا أبدا، لأنهم عبارة عن نتاج أفعال وسلوكات أشخاص معينين، رأوا كل شيء مقلوبا رأسا على عقب، فطبقوا ذلك المثل الذي يقول:
(مع الخيل يا شقرا)، انطلاقا من ذلك التعامل والاحتكاك المتواصل معهم طبعا، والذي جعلهم يرون وصوليتهم ومدى رخصهم، أو بالأحرى ما جعلهم يعرفون كيف يتم وبكل سهولة استقطابهم كالذباب!
فهم مجرد أشخاص على أتم الاستعداد بأن يفعلوا كل ما هو سيئ ومشين فقط لتحقيق مصالحهم، ورغباتهم واكل عيشهم، بعيدين جدا عن النقاوة والنزاهة والنبل الحقيقي، محافظين على ممارساتهم وسلوكياتهم وعباراتهم السوقية التي ألفوها وأوصلتهم إلى الشاشات ومنابر الحوارات.
تلك التي تتصف بالكذب، والانحدار الفكري، لتحريض مجموعة على مجموعة أخرى وهكذا! وعلى حساب من؟ على حساب هذا الوطن الغالي!
انتهازيون من العيار الثقيل، يعلمون علم اليقين أنه لا يمكن أبدا بناء كويت الديموقراطية والكرامة بتلك الصورة البخسة التي تنقل من خلالهم ومن خلال شاشاتهم وقنواتهم، ولن تحتل أبدا تلك المكانة اللائقة بها دوليا وإقليميا بسبب ما يعكسونه للعالم الخارجي بكلامهم وصلافتهم، وبوقاحتهم وترهاتهم والتي سرعان ما فضحتهم!
وجعلتهم يطفون على السطح وبشكل ملحوظ، بسبب تلونهم!
لم؟! لم تبيعون ضمائركم أمام من سيبيعونكم ويبيعون الكويت؟ لم تبيعون أنفسكم، وأبناءكم، وأجيالكم، وأجيالكم القادمة، بأرخص الأثمان؟
هل هذا ما تستحقه الكويت منكم؟ وهل هذا واجبكم تجاه وطنكم؟ ومتى الصحوة من غفوتكم؟
يقول الشاعر:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
